طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية الشعراء وأبو جعفر والأصمعي

صفحة 451 - الجزء 1

  وأنت اليوم لا تجد أعواناً فدعهم وانج بنفسك. ولا ينبغي لأحد أن يعرض نفسه للذل فقد قال النبي ÷: «ليس للمسلم أن يذل نفسه» قالوا: يا رسول الله كيف يذل نفسه؟ قال: «يتعرض من البلاء لما لا يطيق». أخرجه الطبراني من حديث علي # ولله القائل:

  أنست بوحدتي حتى لو أني ... رأيت الإنس لاستوحشت منه

  ولم تدع التجارب لي صديقاً ... أميل إليه إلا ملتُ عنه

  وقال آخر:

  أنست بوحدتي وقصدت ربي ... فدام العزلي ونما السرور

حكاية الشعراء وأبو جعفر والأصمعي

  كان أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي يحرص على الأموال حتى كان أعطيته لجنده دانقاً فسمي أبو الدوانيق، فاشترط شرطاً على جماعة الأدباء والشعراء أنه لا يعطي مالاً للشعراء إلا لقول شاعر أما إن كان من منقوله محفوظ من قبل فلا يعطي عليه شيئاً، والخليفة يحفظ القصيدة من أول مرة، وعنده غلام يحفظ القصيدة من مرتين، وعنده جارية تحفظ القصيدة من ثلاث مرات، فيأتي الشاعر المسكين وقد نظم قصيدة طويلة طول الليل فيسلم، ويقول للخليفة: قد نظمت قصيدة طويلة، فيقول له الخليفة: إن كانت من قولك أجزناك عليها، فيقول: نعم من قولي، فيقول له الخليفة قل، فيقول قصيدته، فيقول الخليفة: أنا أحفظها منذ زمن بعيد ويقولها له من أولها إلى آخرها فيتعجب الشاعر من توارد الأفكار في