طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حديث الأعمش والمنصور

صفحة 55 - الجزء 1

  قال: ادخلا مرحباً بكما، ومرحباً بمن أسماكما بأسمائهما، والله ما سميتكما بأسمائهما إلا بحب محمد وآل محمد، فإذا أحدهما يقال له الحسن، والآخر يقال له: الحسين فقلت: فيما بيني وبين نفسي، قد أصبت اليوم حاجتي ولا قوة إلا بالله، وكان شاب إلى يميني، فسألته: من هذا الشيخ؟ ومن هذان الغلامان؟ فقال: الشيخ جدهما، وليس في هذه المدينة أحد يحب علياً # غير هذا الشيخ ولذلك سماهما الحسن والحسين، فقمت فرحاً، وإني يومئذ لصارم لا أخاف الرجال، فدنوت من الشيخ، فقلت: هل لك في حديث أقر به عينك؟ قال: ما أحوجني إلى ذلك وإن أقررت عيني أقررت عينك، فقلت: حدثني أبي، عن جدي، عن أبيه، عن رسول الله ÷، فقال: من والدك ومن جدك فلما عرفت أنه يريد أسماء الرجال، فقلت محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، قال: كنا مع النبي الله فإذا فاطمة & قد أقبلت تبكي فقال النبي ÷: «ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت: يا أبه إن الحسن والحسين قد ذهبا مني اليوم ولا أدري أين هما، وإن علياً يمشي على الدالية منذ خمسة أيام يسقي البستان، وإني قد طلبتهما في منازلك فما أحسست لهما أثرا، وإذا أبو بكر عن يمينه فقال: يا أبا بكر قم فاطلب قرتي ثم قال: يا عمر قم فاطلبها يا سلمان يا أبا ذر يا فلان يا فلان يا فلان قال فأحصيا على رسول الله ÷ سبعين رجلاً، بعثهم في طلبهما وحثهم، فرجعوا ولم يصيبوهما؛ فاغتم النبي ÷ لذلك غماً شديداً، ووقف على باب المسجد وهو يقول بحق إبراهيم خليلك، وبحق آدم صفيك إن كانا قرتي وثمرتي فؤادي أخذا براً أو بحراً فاحفظهما أو سلمهما، فإذا جبريل # قد هبط فقال: يا رسول الله إن الله يقرئك السلام ويقول لك: لا تحزن ولا تغتم الصبيان فاضلان في الدنيا والآخرة