طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حديث الأعمش والمنصور

صفحة 56 - الجزء 1

  وهما في الجنة، وقد وكلت بهما ملكا يحفظهما إذا ناما وإذا قاما، ففرح رسول الله ÷ فرحاً شديداً، ومضى وجبريل عن يمينه والمسلمون حوله، حتى دخل حظيرة بني النجار فسلم على ذلك الملك الموكل بهما، ثم جثا النبي ÷ على ركبتيه والحسن معانقا للحسين وهما نائمان، وذلك الملك قد جعل أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما، وعلى كل واحد منهما دراعة من شعر أو صوف، والمداد على شفتيهما، فما زال النبي ÷ يلثمهما حتى استيقظا، فحمل النبي ÷ الحسن، وحمل جبريل الحسين، وخرج النبي ÷ من الحظيرة.

  قال ابن عباس: وجدنا الحسن عن يمين النبي ÷ والحسين عن يساره وهو يقبلهما ويقول «من أحبكما فقد أحب رسول الله، ومن أبغضكما فقد أبغض رسول الله فقال أبو بكر: يا رسول الله»، أعطني أحدهما أحمله، فقال رسول الله ÷: «نعم المحمول ونعم المطية تحتهما»، فلما أن صار إلى باب الحظيرة لقيه عمر، فقال له مثل مقالة أبي بكر فرد عليه رسول الله ÷ بما رد على أبي بكر فرأينا الحسن متشبثاً بثوب رسول الله ÷ متكئاً باليمنى على رسول الله ÷، ووجدنا يد النبي ÷ على رأسه، فدخل النبي ÷ فقال: «لأشرفن ابني اليوم كما شرفهما الله، فقال: يا بلال، عليَّ بالناس» فنادى بهم، فاجتمع الناس فقال النبي ÷: «معشر أصحابي بلغوا عن نبيكم محمد سمعنا رسول الله ÷ يقول: ألا أدلكم اليوم على خير الناس جداً وجدة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «عليكم بالحسن والحسين فإن جدهما محمد رسول الله وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة، هل أدلكم على خير الناس أباً وأماً؟» قالوا: بلى يا رسول الله قال: «عليكم بالحسن والحسين فإن أباهما علي بن أبي طالب، وهو خير منهما