[البركة التي حصلت له #]
  أمره أو برهان واضح أو دليل يخفف عنا مؤونة هذا الأمر الذي قد تحملنا ثقله - فلا نكره التخفيف بعد وضوح الحجة، فمن كان معه منكم شيء فليورده؛ فهذا موضع السؤال، وميدان الجدال، وليشهد جميع من حضر أنَ من أراد ذلك منكم فإنه لا رهق عليه ولا خوف، وأنه جار لي من كل ما يخشاه في هذا المقام.
  وإنما أراد الأمير لئلا يقال: إنما نخاف صولة الإمام ونمنع بالشدة عن السؤال، وقد قيل ذلك، فما أجابه أحد منهم إلا بالاعتراف له بالسبق، وأنه الإمام السابق المفترض الطاعة.
  ثم تكلم الإمام # بكلام طويل ليس هذا موضع شرحه، وأشار إلى كل واحد منهم بأصبعه واحدًا بعد واحد وهو يقول: هل بقي عندك سؤال أو عليك شبهة في هذا الأمر؟ إلى آخرهم، وكلهم يقول: ما بقي عندي شك ولا شبهة؛ فوقع الإجماع منهم على فضله # والاعتراف له بالسبق ووجوب الطاعة، وهذه الخصال هي الأصل المعمول عليه.
  وإنما ذِكرُ الدلالات، والمنامات الصادقة، والكرامات الظاهرة، يزيد الحق وضوحاً، وميزان الصدق رجاحة، ويقوي علائق اليقين، وينور قلوب المتقين.
[البركة التي حصلت له #]
  وأما البركة والكرامات الظاهرة والمنامات الصادقة فما لو رمنا إحصاءه في هذا الموضع لما اتسع لشرحه، وإنما نذكر طرفاً من كل شيء منها مما شاهدناه ومما رواه الثقات الأخيار: