السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[البركة التي حصلت له #]

صفحة 100 - الجزء 1

  أما البركة: فما شاهده جماعة من خواص الإمام # وهم خمسة عشر أو يزيد على ذلك، منهم الشيخ المكين فخر الدين مرحب بن سلمان السهلي الحرازي⁣(⁣١)، وكنت حاضرهم والباقون لم أذكر أسماءهم، وذلك أن الإمام # راح إلى قرية عتم من بلاد بكيل من الملقى بجرن القيل من نواحي مُقرى⁣(⁣٢) بعد الحادث على سيف الدين جكو بن محمد، وقد أصابنا جوع شديد، فأتى له صاحب المنزل الذي نزل به بقليل من عيش يكون نصف صاع أو دونه ليفطر منه، مَقدمُه إليه، فأكل منه لقيمات ثم دفع باقيه إلينا فأكلنا منه وشبعنا ببركته، وذكرنا ذلك في الحال، وأقسم كل واحد منا أنه قد أصاب ما يكفيه لو لم يحصل غيره.

  ومن ذلك: ما رواه الشيخ يحيى بن الحسن الجالس⁣(⁣٣) - وهو من الثقات الأخيار -، أنه أصاب صبياً من أهل صنعاء أيام فتحها وإقامة الإمام #


(١) فخر الدين مرحب بن سلمان السهلي الزواحي الحرازي، من أهل الورع والدين والمتابعة والموالاة الصادقة للإمام المنصور بالله #، ومن الثقات المأمونين عند الإمام # وله مرتبة ودرجة رفيعة عنده، وله مواقف صادقة تدل على ولائه وإخلاصه، وكان أحد رسل الإمام # للمفاوضات والإصلاحات، ذكر له فِي السيرة المنصورية مواقف كثيرة، وكان قوي العزيمة، شديد الشكيمة، مشهوراً بالشجاعة، وَلَمْ يزل مرابطاً ومجاهداً فِي سبيل الله وناصراً للإمام بقلبه ولسانه ويده حتى توفاه الله شهيداً فِي وقعة شبام فِي شهر رجب سنة ستمائة.

(٢) مُقْرى - بضم الميم وسكون القاف وراء وألف مقصورة -: اسم قديم لمخلاف كبير من آنس، كان يطلق على ما يسمى اليوم مخلاف المنار من آنس ومغارب عنس.

(٣) يحيى بن الحسن الجالس: فقيه عالم فاضل، كان من فضلاء شيعة الإمام المنصور بالله، وأحد العلماء الذين قاموا بالرد على اعتراضات المعترضين على الأئمة.