ذكر فضله # وبركته، وما ظهر من كراماته
  فيها بعينيه آفة حتى ابيضتا وذهب نظره، فأخذ له كتاب بركة منه #، فما كان إلا أن تعلق الكتاب وأبصر في الحال وعوفي وعاد إلى صنعته من الخياطة.
  ومن ذلك: ما رواه القاضي الفاضل راشد بن الحسن بن أبي يحيى، قال: أصاب بنية لي صغيرة رمد شديد حتى طلع على عينيها البياض وتيبستا، وخشينا ذهاب بصرها، فأتيت إلى الإمام # بقليل من سليط، فرقى عليه ونفث فيه وتركنا منه شيئاً في عينيها، فعوفيت ببركته وزال الألم والبياض، وكان ذلك سبب العافية المعجلة.
  ومن ذلك: أن كتباً وصلت منه # إلى الأمير شهاب إلى عضدان(١)، فأمر بضرب الريح(٢) حتى اجتمع أهل الحصن، وأمر بتنقية مسنى في الماجل وقال نستسقي بهذه الكتب، فتعقب ذلك المطر من وقته، وامتلأ بعض المناهل، وتنغض بالماء بعضها، وذلك مشهور، وهو من دواعي شهاب إلى طاعته.
  ومن ذلك: أن رجلًا أتى إليه # إلى حصن ثلا(٣) من أهل الحَدِّ، وشكى جدباً عظيماً في بلدهم، وذلك في الشتاء، وأنهم قد انقطعوا من الماء وتعطلت بركهم، وأنهم في مشقة شديدة، وسأله أن يدعو لهم إلى الله تعالى أن يسقيهم، فدعا لهم #، فما غربت شمس ذلك النهار حتى سقاهم الله تعالى ببركته ومستجاب أدعيته مطراً غزيراً هنيئاً على بلدهم خاصة دون غيرها،
(١) عضدان: حصن في الجنوب الغربي من صنعاء على مسافة ميل.
(٢) الريح: الطبل التي تقرع للأمور الهامة.
(٣) ثلا - بالضم -: مدينة جنوب غرب مدينة عمران