ذكر فضله # وبركته، وما ظهر من كراماته
  وشاهدنا المطر على بلدهم من الحصن المذكور دون غيرهم، فعجب الحاضرون من ذلك.
  ومن ذلك: ما رواه الشيخان الفاضلان محمد وأحمد ابنا الحسن بن محمد الرصاص، قالا: لَمَّا راح الإمام # من حجة بعد استفتاحها واستقرار أمره فيها، فلما صار بوادي ثعلان(١) أتاه رجل من أهل الوادي فشكى عليه الجدب وقلة المطر، وسأله الدعاء لهم إلى الله تعالى ففعل وكتب إليهم كتابًا وراح إلى مغربة العرق(٢)، فأتى الخبر بالمطر الغزير والسيول آخر النهار في ذلك الوادي ببركته #.
  ومن ذلك: ما حصل في أيام دولته من البركة والخير الذي عم البلاد، وطبق الأغوار والأنجاد، من ظهور معادن الحديد بجبال بني جماعة من أعمال صعدة وبلاد خولان، وكان قد بلغ في دولة الغز نصف رطل بدينار سباتي، فصار في دولته سبعة أرطال، وبلغ خمسة عشر رطلًا بهذا الدينار؛ وذلك لأنهم منعوا الناس من شرائه وبيعه إلا من تحت أيديهم لما استحكم أمرهم في اليمن، فمنعوا من يصل به إلى مدينة عدن من الهند من بيعه، ومنعوا أهل اليمن من شرائه، وألجأت الخلق الضرورة إليه فأخذوا فيه من الأموال ما لا يعلم قدره إلا الله تعالى، فوسع الله تعالى على خلقه بظهور هذه المعادن في دولة الإمام # وببركته.
  ومن ذلك: العذق الذي أمر به القاضي الفاضل علي بن نشوان من جبل طلَّان(٣) في مغارب مخلاف حيدان، وشاهدناه عند الإمام # في هجرة دار معين من سنة ست وتسعين وخمسمائة على ما وصفه القاضي المذكور في شعره، وذكر فيه أيضًا آيات ظهرت في دولة الإمام #، وذكر منها
(١) وادي ثعلان: يفصل بين جبلي نيسا وعفار من أعمال حجة، يسكنه قبيلة ثعلان من قبائل بكيل.
(٢) المغربة: غربي وادي ثعلان.
(٣) طلان: قرية في منطقة الأزهور، من ديرية رازح.