ذكر فضله # وبركته، وما ظهر من كراماته
  رابعة من بعيد، فلما دنى من أصحابه لم ير شيئًا، فسألهم عن ذلك فقالوا: ما كان معنى سوى ما نعرفه، فشهد بذلك ورواه.
  ومنها: ما رواه الشيخ الفاضل المكين فخر الدين مرحب بن سلمان السهلي الحرازي وقد أتى إلى حصن كوكبان من حراز لَمَّا وصلت إليه دعوة الإمام #، قال: مررت بقرية في أسفل الأهجر يقال لها: خدار(١)، وبها زرع ثخين قد ذوى ويبس، فسأل رجلاً من أهل تلك القرية عن قصة ذلك الزرع، فذكر له أنهم كانوا يسقونه بغيل فأصبح ذلك الغيل قد غار من بلدهم وخرج في موضع فايش ليس فيه موضع لزرع، ولا يقع فيه نفاعة إلا لمن يشرب منه، وسأل عن السبب فقيل: إن الإمام # أمر إليهم لطلب معونة فجرى منهم سب وأذية من سفائهم ولم ينكر ذلك عليهم عقلاؤهم، فأصبح ماؤهم غوراً، وأرضهم بعد نضارتها غبرا، وهو إلى الآن على حاله.
  ومنها: الآيات الظاهرة المشهورة التي يعلمها المخالف والموالف، منها ما هو بالمشاهدة، ومنها ما هو بالأخبار المتواترة التي صارت ضرورية، نذكرها ههنا مجملة وذكر تفصيلها يأتي في مواضعه على ترتيبه في فتح صنعاء إن شاء الله.
  منها: دخول الإمام # على سبعمائة فارس أو يزيدون وما كان معه من العرب إلا القليل اليسير بعد هروب السلطان إسماعيل منها في اليوم الذي دخل فيه #.
(١) خدار: من ملحقات حصن ذمرمر في أعلى قرية شبام الغراس على بعد ١٨ كم شمال شرق صنعاء.