ذكر فضله # وبركته، وما ظهر من كراماته
  ومنها: فتح باب غمدان بشقصة من نشابة كانت في يد صبي يعبث بها، أخذها منه صخرب بن مسعود وشصها وفتح بها من غير تعب.
  وروى القاضي راشد بن الحسن أنه شاهد ذلك، وروى لي الشيخ صخرب بن مسعود الضراب أنه فتحه بيده ووافق ذلك وصول الإمام إلى الباب وكان لا يفتح بمفتاحه إلى بعد علاج ومشقة.
  ومنها: ما رواه الشيخ الفاضل أحمد بن الحسن الرصاص، قال: رأيت طيوراً بيضاء لم أشاهد جنسها قبلها وهي تكون ثمانية عند دخول الإمام المدينة من باب غمدان وهي مظلة عليه، وكذلك رواه أخوه الشيخ الفاضل عبد الله بن الحسن الرصاص بهذا اللفظ، وذكر أنه كان مع أخيه وهما ينظران إلى الطيور المذكورة.
  ومنها: السحابة الممتدة التي رآها الناس عند إقبال الإمام # من نقيل عصر وهي ممتدة من جبل عصر إلى سور المدينة مختلفة الألوان تحكي قوس قزح، شاهدها خلق كثير من أهل صنعاء، وروايتها مشهورة عندهم ظاهرة.
  ومنها: انفضاض الغز وقد أحاطوا بالإمام # في المسجد الجامع إحاطة البرجال، وهم قدر ثلاثمائة فارس لابسين لا يُرى منهم إلا حدق العيون، وقد هموا فيه وفي أصحابه الذين معه وهم دون ثلاثين رجلًا بما لم ينالوا وما لم يبلغهم الله إليه، وسألته #: هل دعا عليهم في ذلك الوقت؟ فقال: دعوتان عجل الله الإجابة فيهما، إحداهما: في ميتك وهي: (اللهم إنه قد عجز الناصر من خلقك فمِثْهُم كما يماث الملح في الماء)، والأخرى هذه، وذلك لَمَّا علم الله في بقائه من صلاح الإسلام وإقامة الدين.