السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

المنامات الصادقة المروية عن الثقات المعروفين بالصدق، والملاحم المبشرة به #

صفحة 128 - الجزء 1

  فدعوت أهل المغرب، ثم التفت فدعوت أهل اليمن، ثم التفت إلى أهل المشرق فدعوتهم، فلما استكملت الدعاء قلت: صنعاء صنعاء فمن تأخر فعليه لعنة الله.

  ثم انتبهت في تلك الساعة وهو أول صلاة الفجر، فعلمت أنه لا بد من أمر عظيم يعز الله به الإسلام. قال الفقيه المذكور: والتفت في آخر الرؤيا إلى شخص فقال: يا هذا، ومن يسمع نداك، فالتفت إليه كالمستهزئ فقلت: الذي قدر على تبليغ صوت إبراهيم # حين قال الله ø: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ٢٧}⁣[الحج: ٢٧]، فأجابوه من مسيرة شهر أو شهرين وأجابوه من جميع الأرض فهم يجيبونه إلى يوم القيامة، هو قادر على أن يبلغهم صوتي حتى يجيبوه.

  قال: ثم بقيت بعد ذلك أنتظر الفرج من الله ø بقيام القائم ولست أشك في أنه عبد الله بن حمزة، فما كان إلا أيامًا حتى بلغ خبر قيامه، فبحثت عن ذلك فإذا هو يوم الخميس الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة أربع وتسعين وخمسمائة في الشهر الذي رأيت فيه المنام، فما كان بين قيامه وبين المنام إلا ثلاثة أيام، فلما صح قيامه لم أستحل وقوفاً عن الوصول إليه.

  فرحت من حراز إلى سناع فوقفت فيها يومين أو ثلاثاً ونزلت صنعاء، وأخذت في أهبة السلاح واللحاق وذلك في جمادى الأولى، فرأيت ليلة في المنام كأن والدي يقول لي: يا سبحان الله العظيم ما هذا التواني، يتمنى الواحد قيام إمام الحق، فلما صح له ما تمنى توانى هذا التواني، وغلظ علي في ذلك وعنف، فاعتذرته بأنه ما قطع بي إلا التأهب للمسير، فحثني على ذلك.