السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[رؤيا الفقيه الحسن بن عمر القرشي]

صفحة 134 - الجزء 1

  له: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ٦٤}⁣[المائدة: ٦٤]، يعني: للغز، روى هو عن نفسه هذه المنامات للإمام #.

[رؤيا الفقيه الحسن بن عمر القرشي]

  [ومنها: ما أتى في كتاب من رجل من أهل المغرب اسمه الحسن بن عمر القرشي المياسي [المالكي] قال: لما بايعت الشريف الأجل يوسف بن علي الحسني بينبع للإمام # - وكان إذ ذاك المذهب والعقيدة مالكياً - فعرضَتْ لي فكرة في الطاعة بالقول واللسان، والمخالفة بالقلب والجنان، وكثر ترددي في ذلك، فجرى في خاطري قوله تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ} فعلمت أني إن استقمت على ذلك انتظمت في سلكهم، وتحملت من إفكهم، فأداني اجتهادي إلى أني لم أجد مسلكاً إلى الخلاص إلا في التوسل إلى الله تعالى بالغدو والآصال بالعترة النبوية À، بأن يوضح لي طريق الرشاد، ويوفقني لمسلك السداد، ففتح الله تعالى علي في ليلة جمعة من جمادى الأولى من سنة تسع وتسعين، وأنا بين النائم واليقضان، فرأيت ناساً في فضاء من الأرض محدقين على شخص، فتطلعت نحوهم ودنوت، فإذا بشخص جالس على دكة مبنية عالية، وحدَه، وإذا برجل نحيف الجسم عليه آثار المجاهدة والعبادة قائم على الأرض عن يمين ذلك الشخص، وهو أقرب الناس منه، فسالت من هذا - أعني القاعد -؟ فقيل: هذا رسول الله ÷، فتقدمت إليه وأخذت يده أقبلها، وأقول