[رؤيا الفقيه الحسن بن عمر القرشي]
  أشهد أنك إمامي حقاً، فقال لي: لا، بل أنا نبيك، وهذا أمامك، فاتبعه، فأعدت القول ثلاثاً، فأعاده ثلاثاً، فقلتُ: قبلتُ ورضيتُ، فحولت من بين يدي رسول الله ÷ وقمت عن يمين ذلك الشخص، ثم قلت: يا رسول الله، ما اسمه؟ فقال: عبد الله، المنصور بالله، أبو محمد، ثم قال: معاشر الناس هذا إمامكم فاتبعوه - ثلاث مرات -، فانتبهت وإن يدي لفي يده، وأنا أقبلها، وأنا أقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، أنت إمام المؤمنين حقاً حقاً، فاعتقدت من ساعتي متابعة الإمام # بالمذهب والاعتقاد ظاهراً وباطناً، وأشهدت على ذلك الشريف أبا علي، والفقيه منصور، والشريف السيد الإمام محمد بن خالد، وفارقت الشريف يوسف بنية المثول بين يدي الإمام #، فلما وصلت إلى مكة حرسها الله قَلّ ما بيدي، وبقيت منتظراً جواب أمير المؤمنين إما بالإقامة أو الظعن، والله تعالى يقدر الخير ويقضي به.
  وكتب بتاريخ العشر الأولى من جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
  ومنها: ما جاء منه أيضاً في كتاب تاريخه لخمس وعشرين ليلة خلت من ذي الحجة، آخر سنة تسع وتسعين وخمسمائة، قال في كتابه:
  ومما يجب المطالعة به، وإفشاؤه بين الجماعة، أن خادمة للإمام(١)، ظعينة لي، وهي أم أولادي، كانت معينة لي في أول إظهاري هذا الأمر، إلى أن ظهر منها اعتزال وهجران، فرأت كأنها في أرض فلاة، فإذا بشرر من النار من السماء
(١) خادمة للإمام: باعتبار الولاية لا باعتبار الملك.