السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

المنامات الصادقة المروية عن الثقات المعروفين بالصدق، والملاحم المبشرة به #

صفحة 136 - الجزء 1

  يسقط عليها، أمثال الفِهرة⁣(⁣١)، وإذا برجال بيض بأيديهم سيوف مشهورة يريدون ضربها، فكأنها تقول: يا سادتي أتوب إلى الله تعالى مما خالفت فيه، تكرر هذا القول مراراً، إذ رأت كأن غلاماً - يكون عمره من العشر سنين فما حولها - قد جاءها فألقى عليها رداءه وزجر أولئك عنها، وانثنى إلى السماء فأمسك ذلك الجمر، وكأنها تسأل عن ذلك الفتى، من هو؟ فقيل لها: هذا الإمام المعصوم محمد المهدي بن الإمام المنصور، فأقبلت تقبل يديه ورجليه، ثم انتبهت وتابت إلى الله سبحانه من مخالفتي، واتبعت رأيي.

  وكأنها شكت في ذلك كَرة أخرى فأخذتها الأرنبة التي أخذت أهل الطائف وغيرهم بعد الوقعة، فلما وصل تشريف المولى بالخط الشريف أتيتها به وهي على حال التهلكة، فأمرتها أن تمسح بالخط الشريف موضع وجعها، فأَمَرَّتْ مجرى قلم الإمام على الموضع الذي فيه الألم، فسكن بقدرة الله تعالى، ولم تشك منه وجعاً بعد ذلك، فآمنت وصدقت وتابت إلى الله توبة نصوحاً.

  ومنها: ما حكاه الشريف الفاضل الحسين بن الحسن القاسمي قال: رأيت في شعبان سنة أربع وستمائة في منامي رجلاً يؤذن الأذان المعروف حتى انتهى إلى آخر الشهادتين فقال عقيب ذلك: أن عبدالله بن حمزة إمام مفترض الطاعة.

  ومنها: ما رواه أسعد بن علي الصعيدي - وهو لا يقول الشعر - قال: رأيت في منامي كأن الإمام # قاعد في مسجد متسع، وإلى جنبه أخوه


(١) الفِهرة: الحجر مقدار ما يملأ اليد.