المنامات الصادقة المروية عن الثقات المعروفين بالصدق، والملاحم المبشرة به #
  وأما استرجاع عقدة أهل البيت: فهذا واضح؛ لأن الإمام # من أهل البيت، وأنه القائم بالحق عبد الله بن حمزة، وكان قيامه # وزحل والمريخ في البلدة.
  قال القاضي أيده الله: وهذا من الدلالات الواضحة التي رأيناها بالعيان وشاهدناها.
  وأما قوله: «واقتعدوا بذي القعدة»: فإن الإمام # أقام بحصن كوكبان لم يتحرك إلى بلد، وكان في شوال انتقض الأمر على الغز ووقع الخلاف عليهم من مخاليف صنعاء، فخالفت سنحان في جبل كنن(١)، وخالف الأمير جكو بن محمد إليهم في نيف وعشرين فارساً بعد مكاتبته للإمام # والدخول في طاعته والكون من جملته، فأخذ خزانة من المال وصلت لإسماعيل من جهة اليمن تريد إلى صنعاء، وكان قد انضاف إليها قطار ذكر أن فيه سبعين جملاً عليها البر والبضائع والأموال، وقتل جماعة من المماليك، وأغار شهاب الجزري في خيل كثيرة مختارة من صنعاء، وقد فزع بالخزانة وأهلها ولم يزيدوا يطمعوا بانتصار، وولى على إثره هو وأصحابه وتبعهم الأمير جكو بأصحابه بعد إيصال غنائمهم إلى مأمنهم، وأمعنوا في لحاقهم إلى قرب صنعاء ففاتوهم.
(١) كنن: جبل مشهور في بلاد سنحان، على مسافة ٣٥ كم شرق صنعاء.