السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

المنامات الصادقة المروية عن الثقات المعروفين بالصدق، والملاحم المبشرة به #

صفحة 141 - الجزء 1

  ووقع في شوال المذكور خلاف في نهج حضور⁣(⁣١) وقتلت رتبة من الغز هنالك، وقتل منهم قوم، قتلهم رجال من بني صاع⁣(⁣٢)، وحزوا رؤوسهم، ووصلوا بشيء من دوابهم إلى الإمام # إلى كوكبان.

  وأثار عليهم الخلاف والحرب الشيخ المكين سيف أمير المؤمنين عزان بن أسعد الحبيشي في بلاد مذحج، وكانت لهم رتب في بلاد حاشد وبلاد عذر وما يليها، فحاربهم الأمير الكبير ذو الكفايتين صفي الدين محمد بن إبراهيم بن محمد الحمزي، ونفاهم منها وصارت غوائره وغزاوته إلى شق الرحبة، وامتحصت البلاد عليهم واضطربت، وكان ذلك سبب وصول السلطان إسماعيل إلى صنعاء في ذي القعدة من سنة أربع وتسعين في جنود متكاثفة وعساكر عظيمة حتى قيل: إن عددها ألفا فارس، والرجل إلى عشرة آلاف، فانهزم في ذي الحجة شر هزيمة، وكان الفتح الذي ذكر في الملحمة في ذي الحجة للإمام # بدخول صنعاء وملكها وما لحق بعد ذلك من ملك الجبال إلى نقيل صيد.

  وأما ظهور الزبدة وتشتيت الأمر: فما شاهدناه عياناً في يومين من شهر ربيع من أخذ شهاب وأسرهم وربطهم بالحبال في أعناقهم وتقييدهم بالقيود الثقال.

  وذلك: أن شهاباً لما صار في ذمار في قدر ستمائة فارس يوم فتح الإمام # ذمار، فأراد الله تشتيت شملهم فخرج من ذمار في مائتي فارس يريد صنعاء فمنعه أهلها لما وصل إليهم، وعاد الإمام # بعد فتح ذمار


(١) حضور: هو المعروف بجبل النبي شعيب.

(٢) بنو صاع: هم فخذ من فخوذ همدان، محلة في عزلة عيال منصور ناحية نهم قضاء صنعاء.