السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[إقامة الإمام بميتك والصلح مع السلطان علي بن حاتم]

صفحة 156 - الجزء 1

  فأمر # أخاه عماد الدين يحيى بن حمزة إلى الرويس من بلد بني أعشب⁣(⁣١)، والأميرين الفاضلين محمد بن الناصر وصفي الدين محمد بن إبراهيم إلى خاملة⁣(⁣٢) - وهو حصن منيع جدّاً وفيه رتبة منيعة للسلطان، ولم يكن يخطر ببال أن أحداً يأخذه قهراً -، فلما أسفر الصباح نهض الأميران بمن معهما ووقع الحرب، وصرخ الصارخ بالغارة في ميتك والنفير، ونهض بهم الأمير إبراهيم بن يحيى، فلما توافت الجنود طلعوا عليهم الحصن على عيدان في مراش صعبة، فلما رأى # استظهارهم على الحصن أمر إليهم بأن يؤمنوهم، وقد كان قتل منهم ثلاثة رجال والباقون على أمر القتال فكفوا عنهم، وكان يحب العفو عند المقدرة، وملك الحصن وبلد بني أعشب، وبلغ ذلك إلى السلطان عمرو بن علي بن حاتم فعاود بعسكره، وقد كان أشرف على ملك المغرب، وطلع الإمام # إلى الرويس فأقام به عدة أشهر والحرب قائمة، وكان أصحابه لا يخربون حجراً، ولا يغيرون ثمراً، ولا يغيرون على أحد، فإن أخذوا شيئاً من بلد رده على أهله.

  ثم نزل إلى ميتك واستمرت الحرب بينه وبين السلطان عمرو بن علي، وكانت الرتب والمواد بالأموال متواترة إلى الشاهل، والقتال مستمر، وكلَّت العشائر وذات، ولم يبق قائم بالحرب إلا الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة، والأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم، والأشراف الحمزيون، وجماعة من الديوان، فصبروا وتطاولت بهم المدة.


(١) الأعاشب: هم بنو عَشَب - بفتحتين - بطن من قبائل همدان، نسبة إلى أعشب بن قُدم بن قادم بن زيد، ومساكنهم في منطقة بني عشب من ناحية كحلان تاج الدين (كحلان عفار) شرقي مدينة حجة.

(٢) خاملة: حصن منيع جداً وهو المسمى بكحلان.