السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

شجاعته # و قوته على تدبير الأمر (وقعة ميتك وهران)

صفحة 163 - الجزء 1

  وطلع آل حفيظ قرن شاور، وصار الإمام في أوساط القوم وما معه إلا أصحابه، فأمرهم بأخذ ما كان لهم، وأمر لأهل المكان، وقال: اجعلوا لكم به وجهاً وسألهم الحل، فضجوا بالبكاء، وأكبوا على قدميه يقبلونهما، وأخذ قوساً كانت له ولحق بأصحابه فقال لهم: ما رأيكم في لزم جبل نشب والقتال منه، فجذبوه وأزعجوه، فلما صار بأسفل النقيل مستقبلاً لوادي شرس جمع أصحابه وذكرهم بالله، وقال: (قد فعلنا ما أمكننا وأنا أريد منكم الطاعة لله ولنا)، قالوا: ومتى عصيناك، فقال: (أردت ذلك تأكيداً).

  وصدروا وقدامهم قبائل متمردة، فتقدم منهم جماعة فتلقاهم قوم من قُدَم، فجرى بينهم مهاوشة وأخذ شيئاً من سلاحهم، فلحق أولئك بأصحابهم، ولزموا فم الطريق في مكان ضيق لا يجوز فيه إلا رجل واحد لضيقه، فتبعهم # يركض فرسه فمنع أصحابه من القتال، وتقدم إلى القوم وهم يرمونه بالحجارة، وهو لا يظهر الريبة منهم حتى نزل عن فرسه، ومد يده للسلام فسلموا عليه ولاطفهم وسألهم عن شأنهم، فقالوا: إن أصحابك قد قتلوا منا رجلاً، فقال: دونكم هذا الغلام - يعني أخاه الحسن بن حمزة - بصاحبكم، فأنكروا حاله وعلموا أنه أخوه، فقالوا: (نريد رجلاً من أصحابك)، فقال: لا سبيل إلى ذلك، فينا هم في الجدال إذ أتى رجل من أصحابه فقال: هذا صاحبكم سالم، وقال لهم: خلوا سبيلنا، وقدم أصحابه خيفة عليهم وكان هو آخرهم.