السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

شجاعته # و قوته على تدبير الأمر (وقعة ميتك وهران)

صفحة 164 - الجزء 1

  وتقدموا إلى موضع يقال له: بنو الطربي⁣(⁣١)، فتلقاهم الشرفاء أولاد يحيى بن الحسين بالإنصاف والإكرام وأقاموا عندهم ثلاثة أيام، وجاءته كتب من أهل مسور يستدعونه إلى بلادهم وجاء أهل شهارة⁣(⁣٢) يدعونه إلى جبلهم، فأمر معهم صنوه عماد الدين يحيى بن حمزة في ثلاثين رجلاً.

  ثم نهض في الليل متوجهاً إلى الجوف - والبلاد كلها في يد سيف الإسلام -، فمر بقارن⁣(⁣٣) وقاعة⁣(⁣٤) وقطع البون⁣(⁣٥) نصفين، وكمن نهاره في كهف قريباً من أهل زيد، ونهض ليلته إلى قوم من الصعاتر بالتوّ أهل محبة ودين، منهم عامر بن سعيد وإخوته، وكان ولده محمد من المرابطين وله بين يدي الإمام # مواقف محمودة، وعَزَم على السُّرى فأقسموا لا سرت من عندنا إلا نهاراً.

  ثم صدر إلى براقش فتلقاه الشرفاء آل أحمد بن جعفر بما هم أهله، وكان كبيرهم والمقدم فيهم شريف بن علي فأنزله في داره، وكان قد عزم على التقدم


(١) بنو الطربي: مركز من مديرية كحلان عفار، يشمل على عدة من القرى، يسكنها قبائل من حاشد.

(٢) شهارة: مدينة مشهورة في بلاد الأهنوم شمال مدينة حجة، وهي عبارة عن مدينتين شهارة الأمير نسبة إلى الأمير ذي الشرفين محمد بن جعفر بن القاسم العياني $، وشهارة الفيش، وهما في أعلى جبلين بينهما هاوية عميقة يربط بينهما جسر حجري جعلهما مدينة واحدة، وتفصيل حالها يطول.

(٣) قارن: قرية غربي مدينة عمران، تتبع مديرية عيال يزيد، وهي عامرة في ظاهر مصانع حمير، مطلة على البون الأعلى من غربيه.

(٤) قاعة: بلدة وحصن في منطقة عيال حاتم من مديرية جبل عيال يزيد وأعمال عمران، وكانت من مناطق تجمع المطرفية، وأول من سكنها منهم عليان بن إبراهيم.

(٥) والبون: قاع فسيح يمتد من جنوب مدينة عمران إلى شوابة، ومساحته لا تقل عن ٦٠ كم تقريباً.