السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[وقعة هران]

صفحة 167 - الجزء 1

  فدعا إلى الله تعالى في صرف معرتهم عنه، فاستجاب الله دعوته، وحكى أنه قال:

  (اللهم لا درع إلا سترك، ولا تحفاف إلا نصرك)، فستر الله عليه وحمى أصحابه، وسلموا بصبره وإبلائه، ونصر الله له، وراح ذلك العسكر كله لنشر حق ذلك المقام، ويقيسه بأيام لهم ومواقف لأهل البأس من كبارهم، وهو في نفسه لا يعده شيئاً، ولا عظم في نفسه إلا من تعظيمهم له.

  وكان في تلك المدة وقبلها وبعدها إلى وقت بيعته للناس بالإمامة ما همُّه إلا إخماد ظاهر فساد الخلق، وإصلاح حالهم للقائم من آل محمد ~ وعليهم، ويسأل الله تعالى في أوقات خلواته ومظان الإجابة أن يلحقه قائم الحق، وأن يرزقه الجهاد في سبيل الله تعالى.