السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[توجه الإمام # إلى الجوف]

صفحة 239 - الجزء 1

  حمزة فساعد، واستقرت الأمور بكونه في البلاد، وسار فيها سيرة محمودة، وأحسن تدبيرها حتى أمنت سبلها، وسكنت عفاريتها، وقبض خراجها.

  وأتاه رسم الإمام # بالوصول إلى حصن كوكبان ببلاد حمير، فنهض لليلتين خلتا من شهر شعبان من سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وقد كان وقع فساد في السبل من قوم من يام ودهمة وبني الحارث فقتلوا رجلاً من وادعة كان يريد الوصول إلى الأمير، فلما بلغه ذلك أغار في جماعة ممن حضره إلى أسفل الوادي فظفر بسبعة أنفار منهم، ورأى التقدم بهم إلى صعدة لينقطع الفساد، ولما عزم على ذلك اضطرب أهل البلاد، وهموا بمنعه عن ذلك، ولم يستطيعوا إليه خوفاً ورجاءً، ولم يكن معه سوى خمسة عشر رجلاً، فأمر الوادعيين ونكفهم وشد عليهم، فاجتمع إليه منهم مائتا رجل فصدر بهم متوجهاً إلى صعدة.

  ولما وصل وعلم به الأميران الكبيران فأمرا أهل صعدة بالخروج في لقائه فدخل في موكب حسن، وضربت القيود في أرجل الأسارى وأقاموا مدة، ثم وصل الصعيب فالتزم بما يجب، وبِرَدِّ ما فات، وأخذ من كل قليل وكثير، وحلف على ذلك - وعلى الوفاء به والطاعة للإمام، وإصلاح البلاد، وقطع الفساد - الأيمانَ المغلظة، ورأى الأمراءُ إطلاقَ أصحابه من القيود، ومراحهم معه، وتجميل أمرهم، وصلحت أمور نجران مدة.

[توجه الإمام # إلى الجوف]

  ولما استقرت الأوامر بالحقل ونجران وتلك الجهات نهض الإمام # متوجهاً إلى الجوف، فوقف بهجرة دار معين يومين، وتقدم في اليوم الثالث،