السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[توجه الإمام إلى براقش ووفود القبائل إليه]

صفحة 241 - الجزء 1

  ثم نهض إلى الجوف الأسفل وكان عند الأكثر منهم الكراهة، وقلة الانقياد للطاعة؛ لِمَا كانوا عليه من الجهالة، فلما وصل إلى سدال وعلموا به أقبلوا إليه من كل جهة، فأحسن # معهم الكلام وقربهم باللطف والوعظ والتذكير والإيناس، فنفعهم ذلك، ودعاهم إلى البيعة فبايعوا على الطاعة والانقياد للأمر، وشرط عليهم شروط البيعة.

  وولى عندهم القاضي الفاضل العباس بن محمد العنسي، لما رأى فيه من الصلاح والديانة والأمانة، لإمضاء الحكم، وقبض الحقوق، فاستحكم أمرهم، مع ما هم عليه من الجفاوة، والجهل والبداوة، والعوائد المذمومة من الظلم والفساد، لا يفرقون بين الحلال والحرام، ولا يعرفون شيئًا من ذلك، فاستقامت أمورهم بلطف الله وبركات الإمام #.

[توجه الإمام إلى براقش ووفود القبائل إليه]

  ثم تقدم # إلى مدينة براقش وهي هجرته ومستقر أهله، فأقام بها مدة والقبائل تفد إليه من الشرفاء وغيرهم من كل جهة، مجيبين لدعوته، متبعين لطاعته، ممتثلين لأمره:

  فمنهم: الشرفاء بنو عمه بنو حمزة بن أبي هاشم.

  ومنهم: الشريفان الفاضلان علي وسليمان ابنا بدر بن عبد الله بن جعفر بن القاسم من بلاد الأهنوم في جماعة من أصحابهما، فسمعوا وأطاعوا وبايعوا بعد الخبرة وإيراد الأسولة، وأخذ الأجوبة عن كل مسألة.