السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

ذكر الولاة والقضاه وبعض الوفود للبيعة

صفحة 272 - الجزء 1

  أليم»، أتدرون من المعين عليهم - إن كنتم تعلمون -: ألا إنه الخاذل لهم، المتخلف عن داعيهم، الطالب العلل بتخلفه عنهم، الطاعن عليهم بلسانه، المستعين على تشتيت أمرهم بتجميع أعوانه، فانظروا رحمكم الله لأنفسكم نظراً مخَلِّصاً، فإنكم تنتهون إلى مقام لا تقبل فيه الفدية، ولا تنفع المعذرة.

  يا معشر الفقهاء ويا أهل الحجا: أنا حجة الله تعالى عليكم، وعلى جميع أهل الأرض من غيركم، معروف النشأة، طاهر الميلاد، كريم الآباء والأجداد، والله فقد قلتُ والله - حلفة غير آثمة -: ما أعلم بيني وبين جدي رسول الله ÷ رجلاً من غير أهل الجنة، إنما هم بين سابق ومقتصد، ولا أعلم من الأمهات إلا من هو سالك نهج السلامة، معروف بالجلالة والكرامة، ولا فعلت قبيحاً في سر ولا جهر أعلمه قبيحاً، ولا أكلت حراماً أعلمه حراماً، ولا طأطأت رأسي في مقام يجب عليّ فيه رفعه لله، وإني لشديد الغضب لدين الله، والأنفة على ملة رسول الله ÷، ولقد رجوت أن يصلح الله بي أمر هذه الأمة، ويلم شعث العترة، ويفقأ عين الفتنة، ويجمعكم على كلمة الحق يا معشر الشيعة، ويرحض عن أديانكم درن العداوة بماء الصفاء والمودة، فأي أرض تقلكم، وأي سماء تظلكم، ومن يجيركم من ربكم إذا عصيتم، قال رسول الله ÷ «فتداركوا أنفسكم بالتوبة إلى الله تعالى، فليس بمسيء من أعتب، وأقبلوا فإن التوبة مقبولة، واستغفروا فإن الذنب مغفور.

  وإن تماديتم في الخذلان، وقلتم كان وكان، وأخبرنا فلان عن فلان،