السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[خلاف الأمير يحيى بن أحمد على الإمام #]

صفحة 319 - الجزء 1

  فأقبل أهله بالطاعة والامتثال، فقبل الأمير، والتزموا بثلاثة آلاف دينار معونة على الجهاد في سبيل الله، فسلموا البعض ورهنوا في الباقي، واستمرت الأحكام بنجران واستقامت الأمور.

[خلاف الأمير يحيى بن أحمد على الإمام #]

  ومن جملة الحوادث: خلاف الأمير يحيى بن أحمد بن سليمان ومعارضته بحجة: وذلك: أن أبا الفضل بن إبراهيم وبني عمه بني الأزرق كانوا قد اضطهدوا بني بطين⁣(⁣١) بيد السلطان سيف الإسلام، وبذلوا له عشرة آلاف دينار على إخراجهم من مبين⁣(⁣٢)، وخراب دورهم في درب لهم تسمى فليعا، ففعل لهم ذلك، وأخرج بني بطين من حصنهم ودورهم غصباً، واستولى عليه بنو الأزرق كرهاً.

  فلما قام الإمام وظهرت دعوته، وصار بحصن كوكبان، اضطربت أمورهم.

  فأتى أبو الفضل بن إبراهيم إلى الشريف علي بن الحسين بن جعفر وهو ابن عم الأمير يحيى بن أحمد فاستشاره في أمره، وسأله أن ينفعه عند الإمام على أن يقرهم في المكان بما أحب من المال، فقال له الشريف: لا سبيل لك إلى ذلك لو أعطيته وزن جبل مبين ذهباً ما قبل إلا ما يوجبه الحق، ولا ينفعك لهذا إلا الأمير يحيى بن أحمد وأنا أكفيك أمره.


(١) البطين: واد من أعمال بني مديخة في مديرية الشاهل، بالغرب الشمالي من حجة.

(٢) مبين: بلدة مشهورة، شمال غرب مدينة حجة.