السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة الحسن بن عزوي ينصح الأمير يحيى في ترك الخلاف]

صفحة 320 - الجزء 1

  فتقدم إليه إلى بلاد بني شاور وكان والياً بها عن أمر الإمام # فأعلمه الخبر، وحسَّنه له وأشار به عليه، وكان متهيباً لذلك فساعده وتقدم الشريف علي بن الحسين إلى جهة الظاهر ليفسد أهله، فمرض أياماً ومات.

  ولما فتح الإمام # صنعاء اشتد خوف ابن الأزرق وأصحابه فأمروا أسعد بن حجاج إليه إلى صنعاء، فسألوه أن يقرهم في مبين على تسليم أموال جليلة فلم يجد عنده إلا التشديد في إبلاغ الحق، فتقدم إلى الأمير يحيى بن أحمد وبذل له المال، فنهض معه مخالفاً لأمر الله وأمر الإمام، وتقدم إلى العطيف بن موفق فحالفه على المعاضدة والمناصرة، وطلعوا إلى مبين وأجمعوا أمرهم ومكرهم على الخلاف والحرب.

[قصيدة الحسن بن عزوي ينصح الأمير يحيى في ترك الخلاف]

  وكتب حسن بن عزوي إلى الأمير يحيى بن أحمد هذا الشعر:

  قل للأمير أميرِ العصرِ والزمنِ ... يحيى سلالةِ مولانا أبي الحسنِ

  مقدمِ الجيش والعالي بهمته ... وفارسِ الطعنِ والأرماحِ في عَلَنِ

  عهدتُكَ الفَطِنَ المحمودَ شيمتُه ... وليس هذا فعالُ الماجدِ الفَطِنِ

  أما الإمام فلم تَسعدْ بطاعته ... وأنت أفضلُ مأمول ومؤتمَنِ

  وجئتَ حجةَ في أمر العنادِ له ... وما بها لك من سكنى ولا سَكَنِ

  فكنت في كل ما ترجو وتأمله ... كحالب التيس مشتاقاً إلى اللبَنِ

  منحتَ وُدَّكَ قوماً لا خلاق لهم ... وما رعيت وداداً من بني الحَسَنِ

  كفارق البحر لم يُمنع مواردُه ... عذباً ويسعى لورد الآجنِ الأَسِنِ

  ويهجر الروض مُفْتَرَّاً مباسمه ... غَضَّاً ويصبو لخضراء من الدِّمَنِ

  كمثل مرتاد أرض لم تزل جُرُزَاً ... وخلفه دقعات الوابلِ الهَتِنِ