السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[إرسال الإمام صنوه يحيى إلى حجة في عسكر]

صفحة 321 - الجزء 1

  لو أن يوم ذمار كنت حاضرَه ... لفزت فوزاً عظيماً آخر الزَّمَنِ

  قادوا الغنائم من خيل ومن نَعَمٍ ... وملك مصر وما حازوه من عَدَنِ

  سارت بطاعته قوم فقد سعدوا ... وأنت في حجةٍ كالسهمِ في قَرَنِ

  كفى الإمام ولم تحضر وقائعه ... ولو حضرت نصبت الفخر في اليمنِ

  ضيعت حظك من دنياك معتمداً ... وبعت دينك مغروراً بلا ثَمَنِ

  أطع إمامك واذكر بيعةً سلفت ... وتب لعلك تمحو السوءَ بالحَسَن

[إرسال الإمام صنوه يحيى إلى حجة في عسكر]

  وبلغ علمه إلى الإمام # إلى صنعاء وإظهاره للخلاف فأمر أخاه عماد الدين يحيى بن حمزة للخروج إلى حجة، فجمع عسكراً كثيراً يزيد على أربعة آلاف.

  وكان خروجه إلى حجة في آخر شهر ربيع الأول من سنة خمس وتسعين، ووقع الحرب الشديد، وكاد العسكر يستظهر على الأكمة التي هي دون مبين المعروفة بقلعة العذري، وأيقن أهلها بالأخذ، فبذلوا لواحد من بني صاع يقال: منصور بن جحاف شيئاً من المال وصرف عنهم العسكر، ولما كان من الغد وقع القتال فرمي بسهم فمات منه، وعجلت نقمته، وأقامت الحرب عليهم مدة، وتمنع أهل البلاد، وقل صبر العسكر، وكثر الفساد، وراح الأكثر منهم وتفرقوا في الجهات، وأجمع رأي الأمير يحيى بن أحمد وحلفائه على تقدمه إلى الغز وقودهم إلى البلاد، وافترقوا فرقة لم يجتمعوا بعدها.

  وأخذ الإمام حجة بعد ذلك واستقر أمره فيها، وردَّ مبين إلى أهلها، وسيأتي ذكر ذلك في موضعه إن شاء الله.