السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

وأما سليمان بن حمزة

صفحة 32 - الجزء 1

  وكان حمزة من فضلاء أهل عصره وعيونهم، له معرفة بأنواع العلوم، كان قد أقام مع القاضي العالم شمس الدين جعفر بن أحمد قدس الله روحه، وكان يروى عن القاضي: أنه يصلح للإمامة، ويقول: لو دعا لاجبنا دعوته.

  وكان معروفا بالسخاء والمروءة والطهارة والعبادة والشجاعة.

  ومن سخائه: أنه لقيه ضيف ولم يكن معه شيء، فعمد إلى ردائه، فشقه واشترى له طعاماً به، وفيه يقول الامام المنصور بالله # في كلمة له لما لامته امرأته في سماحته فقال مفتخراً:

  فَإنَّ أبِي أوصى بَنِيْه بِخُطَّةٍ ... ولستُ بنَاسٍ للوصِيَّة من أَبِيْ⁣(⁣١)

  وَبَاعَ تُرَاثَاً عن أبيه لِضَيفِهِ ... وَشقَّ فضُول البُردِ غَيرَ مُكذّب

  ومن ورعه: ما أخبرنا به بعض الاخوان كثرهم الله، عن الامام المنصور بالله: أنه ضُرب في رجله يوم الشرزة⁣(⁣٢) فبقي عقيراً، فمرت به دواب ما استجاز الركوب على أحدها، وفي تلك الحال الرخصة جائزة.

وأما سليمان بن حمزة

  [وسليمان مشهور بالفضل والكمال، كان يرجى لكشف الغمة، وهداية الامة.


(١) الخطة: المراد بها الأمر هنا.

(٢) الشرزة: قاع في بلاد سنحان، وقعت فيه معركة كبيرة بين الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان #، حاتم بن أحمد، وكان عدد جيش الإمام فيها زهاء ألف وثمانمائة فارس، وجيش حاتم تسعمائة فارس، وعشرة آلاف راجل، منهم ثلاثة آلاف قايس، وألف تارس، نصر الله فيها الإمام المتوكل على الله نصراً مؤزراً، فقتل خمسمائة وأسر خمسمائة، وقيلت فيها الأشعار.