فتح ذمار
  والسلاح، وأمَّن أهل ذمار على نفوسهم وأموالهم ودورهم، وفتحت أبواب المدينة، وافترق الناس عن الإمام لأخذ الغنائم، ولم يبق معه ملازماً سوى ثلاثة من أصحابه، وهم: مرحب وعلي ابنا سليمان السهلي الحرازي، والفقيه الفاضل علي بن أحمد الأكوع، وأقبلت العساكر بالغنائم الجليلة الأخطار من الأموال، والخيل والبغال والجمال، والدواب والعدة والسلاح، والخيام والأثاث والآلات، وخرج باقي الجند الذين بذمار شاكين في سلاحهم لا يرى إلا حدق عيونهم، حتى أتوا إلى الإمام والسلطان، والعسكر عنهما مفترق وليس معهما إلا جماعة قليلة فخشي الإمام # ولم يأمن شرهم، فأمرهم بالنزول عن ظهور الخيل فلم يفعلوا، فنزل عن ظهر فرسه وأمر السلطان بالنزول، فلما رأوهما نزلا تنادروا من خيلهم جميعاً وذلك عادتهم إذا نزل سلطانهم، فلما نزلوا ركب وأمر بقبض خيلهم وسلاحهم واستحلفهم على الطاعة، وأمر عمران بن زيد بتزليجهم آمنين إلى جهة اليمن، وعجب السلطان من حسن نظره وحضور [فكره وجودة] تدبيره في ذلك الوقت، وأتي بابن المعلم بعد أن اختفى في بيت وتشفع فيه السلطان [عمرو بن بشر] بن حاتم على سلامته من القتل، فكره الإمام ذلك فألح في السؤال والتضرع، [فقبل سؤاله] وأمنه على روحه، وأظهر التوبة، ووعد من نفسه بالخدمة والنصيحة، [فحفظ] في جملة المأسورين، وأيد الله الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين، وكتب [إلى أهل] صنعاء بما فتح الله من النصر والاستظهار على أعداء الله، وقد كان الخبر [اشتهر] في المدينة قبل وصول الكتاب يوم فتح ذمار.
  ومثل ذلك رواه جماعة [من أهل] صنعاء ثقات أن فتح صنعاء اشتهر وظهر بمنى يوم العيد وتحدث الناس.