السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصية للقاضي الحيدرة في تهنئة الإمام بفتح ذمار]

صفحة 336 - الجزء 1

  وحضرت صلاة المغرب فأذن المؤذن بحي على خير العمل فأعلن الناس التهليل من أقطار المحطة؛ لأنهم لم يسمعوا ذلك منذ ملك سيف الإسلام البلاد.

  قال مرحب بن سلمان: ولما دنى الليل سألنا الإمام # أن ينزع الدرع من ظهره، لأنه ما فارقها من محطة خيرة ليلاً ولا نهاراً، وهي درع ثقيلة جدّاً، مع إدمان الصوم ومرض أصابه واشتد عليه في تلك الأيام وازداد.

  وأتاه مشايخ أهل ذمار فسألوه الوقوف ذلك اليوم ليخلصوا ما بقي عندهم من ودائع الغز وآلاتهم، فساعدهم إلى ذلك، وأقبل الناس من كل جهة للسلام عليه والنظر إليه والتبرك به.

[قصية للقاضي الحيدرة في تهنئة الإمام بفتح ذمار]

  وقال القاضي علي بن سليمان الحيدرة هذا الأبيات مهنيًا بفتح ذمار:

  هنيت فتح ذمار إذ أحاط بها ... جيش له صخب في الجو صهصلقُ⁣(⁣١)

  كما أحاط بياض العين مشتملاً ... على السواد وقد كض العدا الفَرقُ

  والخيل مثل السعالي فوق أظهرها ... أسود معركة قمصانها الحَلَقُ

  مستلئمين فلا يبدو لناظرهم ... إلا أكف بنان القوم والحدَقُ

  والرجل تنثال من كل الجهات كأر ... داف السحائب حتى أظلم الأفُقُ

  والنقع يسطع والكوسات تقرع والـ ... أسياف تلمع والرايات تختفِقُ

  واليومُ أشنعُ والهاماتُ تُصدَعُ والـ ... أعناقُ تُقطعُ والفرسانُ تَعْتَنِقُ


(١) الصوت الصهصلق: الشديد.