السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[حصار الإمام لشهاب وجنده في جبل براش]

صفحة 345 - الجزء 1

  ووصل المشايخ بنو الضريوه من حصن ثلا في عسكر، ومادة بعسكر من كوكبان من جهة السلطان عمرو بن علي بن حاتم، ومن سائر القبائل خلق كثير، وقامت الحرب على ساق.

  واشتد الأمر على شهاب، ووقع الحصار العظيم من كل جهة، فأمر إليه السلطان بشر بن حاتم بمال ورجال، ووصل إليه أيضاً بنفسه في جماعة من خيار ديوانه، مقدمهم ابن أخيه عمران بن مدرك إلى براش يريد تقديم الصنيع عنده، فكافأه بالحبس والقيد لما انفك خناقه، وسيأتي ذكر ذلك في موضعه إن شاء الله، فقاتلوا مع شهاب قتالاً شديداً، ولم يغنوا عنه بعد ذلك شيئاً، وكثرت العساكر، ووقع البلاء لشهاب وأصحابه، وكادت خيلهم تتلف من عدم العلف، فنزل منهم خيل إلى شق جبل نقم⁣(⁣١)، ورجل كثير، وأوطت منهم خيل إلى الحبائب، فركب السلطان جكو ولم يتمالك بعد أن كفه الإمام # وقال له: هذا ضيق من القوم، فلم يساعد إلى الوقوف، وحمل في الخيل التي معه وطلعوا الجبل إلى موضع صعب وعر، وركب الإمام في إثره حتى دنا من الغولة، وصار متوسطاً بين العسكر والمحطة، وخشي أن يكون شهاب قد عمل مكيدة بينه وبين السلطان بشر بن حاتم في المحطة، فوقف وهو يأمر الناس سرية بعد سرية إلى موضع القتال خوفاً على العسكر من صعوبة الجبل، فما كان إلا ساعة وانهزمت خيل شهاب وعسكره، وحملت الخيل والرجل على إثرها، ولم يكن للخيل مجال من شدة الوعر فلم يتمكنوا من قتلهم


(١) نقم: جبل مشهور مطل على صنعاء من الشرق.