[أسر شهاب وبعض جنده]
  وسلبهم سوى فرس أخذ من خيلهم، وجراحات كثيرة وقعت فيهم، وقتل في ذلك اليوم من عسكر الإمام رجل من بني صاع، ورجل من الأبناء.
[شروط الإمام في إطلاق شهاب وجنده]
  ولما انكسر شهاب وأصحابه أمر الإمام # سنحان فلزموا رأس جبل نقم، وجعلوا فيه محطة من محطتهم، وعظم الأمر على شهاب وأصحابه فطلبوا الخلاص، ووصل منهم جماعة من لغز إلى المحطة وسألوا إطلاقهم إلى اليمن، فكره الإمام ذلك، فجعلوا خطابهم إلى السلطان جكو وتلطفوا به، وقد كان أدنى علي بن محمد المعلم من مجلسه، واستخلصه لنفسه وجعله صاحب سره، فمنَّاه بأخذ حصون اليمن وملك البلاد، وهو في غرض ذلك في فساد الأجناد، وتمهيد الأمر لسلطانه إسماعيل، فأشار عليه بإطلاق شهاب وأصحابه، فساعده ودخل في محبوبه، ووقع الإلحاح على الإمام في ذلك فلم ير بدّاً من المساعدة على شروط:
  منها: وصولهم إليه وصدورهم من بين يديه.
  ومنها: أنهم لا يفسدون في العسكر.
  فصدروا بغير وصول إليه، وأفسدوا جماعة من الجند، وحالفوا سنحان لرجوعهم بالمال والرجال من سلطانهم، وراحوا غير مهتمين بأحد.
[أسر شهاب وبعض جنده]
  فلما علم السلطان جكو بتقدمهم ونقضهم للشروط أمر الأمير علي بن فيرك في إثرهم في ثلاثين فارساً، فوافوهم حطوطاً في خيرة، وهم مائة ونيف وثمانون