السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة ابن عزوي في أسر شهاب]

صفحة 347 - الجزء 1

  فارساً فقبضوا شهاباً وعدلان من بينهم، وألقى الله عليهم الذلة والخذلان، فأخذوا خيلهم وسلاحهم وأتوا بهم في الأسر، وقد ربط عليُّ بنُ فيرك شهاباً إلى رسن الفرس، وأتى به يجره أسيراً حقيراً، ليومين مضيا من شهر ربيع الآخر، وصحت الملحمة التي قيل فيها:

  وفي ذي الحجة الفتح ... وفي الشهر الذي بعده

  وفي يومين من شهري ... ربيع تظهر الزبده

  بتشتيت لأقوام ... عن الإسلام مرتده

  فشتت الله أمرهم، وفرق جمعهم بصنعاء وذمار، وأقام شهاب وأصحابه بصنعاء مدة، وضربت في أرجلهم القيود الثقال، ثم أمر بهم بعد ذلك إلى حصن فدة على أشر الأحوال.

[قصيدة ابن عزوي في أسر شهاب]

  وقال الحسن بن عزوي العصيفري:

  أقمت من دين أحمد أوده ... وأنجز الله فيك ما وعده

  يا رافع الظلم عند شدته ... وماهد العدل خير من مهده

  أنت لإمام الذي لهيبته ... فرائصُ الظالمين مرتعده

  ويل لمن خانه وعانده ... ويل لأعداء دينه المرده

  ويل لمن لم يدن بطاعته ... وأنكر الفضل فيه أو جحده

  كيف يحب النبي ويبغضه ... وقد رأى حب والد ولده

  طوبى لمن سار تحت رايته ... ومن حذا حذوه ومعتقده