السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[رجوع الإمام إلى شبام]

صفحة 359 - الجزء 1

[رجوع الإمام إلى شبام]

  ولما نهض السلطان إسماعيل من ذمار إلى صنعاء لم يرَ الإمام # للوقوف وجهاً في هجرة الجبجب لما خشي من اختلال البلاد عند وصول إسماعيل، ولكراهة ظهرت من الشيعة المطرفية شديدة، حتى إن رجلاً من كبارهم قال لجماعة: أتيتم تجاهدوننا أو تجاهدون الغز.

  فنهض يريد شبام من جهة المغرب على الحقلين⁣(⁣١) وبلاد الجحادب⁣(⁣٢) والأعمور⁣(⁣٣) وحضور الأحبوب⁣(⁣٤)، فما هبطنا وادياً ولا طلعنا نجداً من هذه البلاد إلا ونحن نخشى من أهله، فيأتون مجتمعين ومتفرقين يطلبون البركة ويأتون بالبر، ومنهم من يسأل المسامحة مما يطالبونهم به الولاة في البلاد عن أمر الإمام #، ويمسي العسكر ويصبح عندهم على القِرى الجزل والمعروف والإنصاف.

  ولما وصلنا سوق ابن نعيل استأذن أكثر العسكر بالمراح وتفرقوا في كل جهة، فراح السلاطين آل حاتم مسعود بن على بن حاتم، وعمران بن مدرك، وعلوان بن بشر، ومن كان معهم من همدان، واستأذن ناصر بن علي العرشي وكان قد وصل إلى الجبجب في مائتي قوس، وبقي جماعة من خواص الإمام وأهل بلاد حمير وديوان كوكبان، وكان الوصول إلى حضور لليلتين خلتا من جمادى


(١) الحقلين: بلدة في بلاد آنس.

(٢) الجحادب: عزلة من ناحية الحيمة الخارجية وأعمال حراز.

(٣) الأعمور: المراد هنا قبيلة من الحيمة بجوار الجحادب، ولعلها لا تعرف اليوم إما لتغير اسمها، أو لتوسع بطونها، وليست الأعمور التي في بلاد الحجرية.

(٤) الأحبوب: عزلة من ناحية الحيمة الخارجية، في الجنوب الغربي من صنعاء.