تفصيل حادثة الأمير يحيى بن الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان ومقتله ودعاء الإمام بدعاء الاستفتاح
  بالدخول إليه، وتمادى في غيه، وتقدم إلى الجنات، ثم إلى صنعاء، وخرج شهاب في لقائه في الجند، واسترّوا بوصوله وعظموه وأظهروا تبجيله، وتقلد فساد البلاد على الإمام، وكان قد أبرم أمره في جهات الشام وبلاد بني شاور والظاهر، وأجابه الناس لفسادهم وكراهتم للحق وأهله.
  وكان ممن أعانه على ذلك السلطان بشر بن حاتم فاجتهد في إقامته معارضة للإمام لا لمحبة عنده للأمير يحيى، وأمر بخلعة نفيسة إلى شهاب برسم الأمير يحيى، وتقدم الأمير يحيى يريد الهجر فوصل إلى قاعة، ودعا الناس إلى طاعة إسماعيل فبايعوه على ذلك طوعاً وكرهاً، وانتسب إلى ملك إسماعيل وصدر كتبه بالملكي الغزي.
  وكتب إلى الإمام # من المعتزّ بالله، وسبه وسماه مسيلمة، ولم يترك شيئاً من الفساد إلا فعله، وتقدم إلى الهجر وجعله مستقره.
  ولما استقر الأمير يحيى بالهجر ومعه قدر ثلاثمائة مع أهل البلد، وكان الأمير عماد الدين بحلملم فجمع عسكراً، وحط بالقرب من الهجر في موضع يسمى العِرّة(١)، ووقع الحرب بينهم فانهزم أهل الهجر، ولزم منهم جماعة.
  وأمر الإمام # الجند بالتأهب والغارة إلى الجنات، فنهضوا يوم الجمعة للنصف من شعبان، ودعا في ذلك اليوم بدعاء الاستفتاح(٢)، وسأل الله النصر واستجاب الله سبحانه الدعاء.
(١) العِرّة: من قرى ناحية همدان صنعاء، قريبة من ذهبان على طريق الخارج من صنعاء نحو عمران.
(٢) دعاء الاستفتاح، هو المشهور بدعاء أم داوود، وقد رواه الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة #، قال أخبرني الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن الوليد العبشمي القرشي، قال أخبرنا الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان، قال حدثني الشيخ العالم الزاهد زيد بن الحسن بن علي =