[استنجاد أهل مذحج بالإمام على أهل سبأ]
[استنجاد أهل مذحج بالإمام على أهل سبأ]
  ووصل بريد من مذحج بمأرب بكتاب يحكون وقعة بينهم وبين سبأ وحرب شديد، وأنهم عدلوا عنهم السيل ومنعوهم من سقي وطنهم، وسألوا الإمام النصرة والغارة إليهم، وفي صدر كتابهم أبيات، وهي:
  إليك أميرَ المؤمنين ابنَ حمزة ... شكيةُ ملهوف باسمك يهتِفُ
  دعاك وبيض الهند تحكم في الطِّلى ... وجرد المذاكي بالمساعير تقذِفُ
  وما للهدى والمسلمين ذخيرة ... سواك فهل عنهم لظى الحر تَكشِفُ
  دعت حميرُ الحمرا الأعاريبَ حولها ... فصبحها جيش عن العدِّ يَكْثُفُ
  فدارت رحى الحرب العوان بمذحج ... وليس سواك اليوم للقوم يُنْصِفُ
  دعت نسوةٌ شمُّ العرانين سيدًا ... رجته وما وجه الرجا فيه يُخلِفُ
  فَثُرْ ثَورَةٌ محمودةٌ حسنيةً ... تكاد لها من خوفها الأرض ترجُفُ
  عليها ولاةُ المجدِ من آل حيدَرٍ ... ليوثٌ إلى الهيجاءِ بالبيض تُدلِفُ
  كما فعل المختارُ يوم دَعَتْ بهِ ... خزاعةُ لما غالها فيه مُسْرِفُ
  وقد علمت قحطانُ والحي خندفٌ ... بأنك مولاها وما عنك مَصْرِفُ
  فيا ابن نبي الله عَجِّلْ بنُصرةٍ ... فنصرك مرجو وبحرُك يَغرِفُ
  فأجابهم # يأمرهم بالصبر ويعلمهم أنه غير متأخر عن قود العساكر المنصورة، والجنود الموفورة، وأنه ما صدر من سبأ وله هَمٌّ أعظم من الرجوع إليهم.