[كتب ولاة الإمام بينبع والصفراء تحقق الحوادث بين الأشراف]
  هَلُمُّوا إلَى دِينِ النَّبِي وأهلِهِ ... فَخَالِعُهُم لِربقَةِ الدِّينِ خَالِعُ
[كتب ولاة الإمام بينبع والصفراء تحقق الحوادث بين الأشراف]
  وجاءت الكتب من مكة - حرسها الله تعالى - من ولاة الإمام # بالصفراء وينبع يحققون فيها الحوادث التي جرت من الأميرين مكثر بن عيسى وولده محمد بمكة، وبين الأمير عزيز الدين قتادة بن إدريس، وأمروا بفرسين اشتريا من الحقوق الواجبة، وذهبَ صالح وحريز صحبة الشيخ سليمان بن غنيمة الزيدي فوصل بذلك إلى براقش، وحكوا في الكتب الواردة ما عليه أمراء الحجاز من اختلاف الآراء، وفساد الأهواء، واتصال الحروب والبعد عن طريق الصواب.
  وذلك أن أميري الحرمين الشريفين مكثر بن عيسى وسالم بن قاسم بن مهنّأ، لما رأيا أن الأمير أبا عزيز قتادة بن إدريس أخذ يحسن الاعتماد في حفظ الطرقات، وقهر ذوي الفساد من نفاثة وغيرهم، وقد كانت تقدمت إليه مكاتبات من الإمام #، وسأل وصول رجل من قِبَلِهِ يُعرف الناس ما يجب عليهم من معالم دينهم، ويقبض الحقوق الواجبة في البلاد، فلما رفع الفساد وقطع مواده، غضب عليه الأميران المذكوران ولم يتركا ممكناً في قطع جرثومته، وبذلا في الموسم الماضي لآل ربيعة الذخائر، وحشدا عليه العشائر، فكفاه الله شرهما.
  وكان قد استنصره منصور بن داود على عمه مكثر بن عيسى فولاه مكة رجاء أن يكون فيه صلاح البلاد، فأقام بها شهرين وسلك غير طريق الصواب، فعزله وولى رجلاً من أصحابه فضَعُف عن ضبطها، فأتاه الأمير محمد بن مكثر من الطائف فلاذ بجنابه، وتمسك بأسبابه، فولاه الأمر وشرط عليه القيام بإصلاح المسلمين، وتطهيرها من أصناف الفساد، وتوجه معه إلى سالم بن