[كتب ولاة الإمام بينبع والصفراء تحقق الحوادث بين الأشراف]
  مهنى صاحب المدينة - على الحالِّ بها أفضل الصلاة والتسليم - لمكافأته بما فعل من نهب أمواله، وسفك دم رجاله، فأناخ تلقاء المدينة وأمر أصحابه أن لا يحاربوا، فخرج إليهم أهل المدينة للقتال، فبرز إليهم الميسرة من أصحاب الأمير أبي عزيز فهزموهم وأدخلوهم بابها قسراً، فلما كان من الغد لم يشعر حتى دخل عليه منصور ابن عم سالم بن مهنأ متشفعاً بمن معه من الأمراء وسادات الشرف، فأجاب سؤالهم وعفى عنهم مع القدرة عليهم، قالوا في كتابهم: وقد كانت خدمتهم صدرت إلى المقام النبوي - مجده الله وأسبغ على الكافة ظله، وأعلى طوله - صحبة حنظلة ولد عزيز الدين قتادة بن إدريس، فاسترده والده من دون مكة، ونيته الوصول إلى المولى فالله تعالى يسهل ذلك بمنه وكرمه، فإن مع وصوله إلى المولى يصل صحبته خلق كثير وتكثر شايعته، وذكروا في كتابهم ورود كتاب إسماعيل إلى قتادة وقد تقدم ذكره، وحكى الحاج الواصلون ظهور العدل بمكة - حرسها الله - وقطع الفساد وتطهيرها من المفسدين، وإظهار الطاعة من الأمير أبي عزيز للإمام مع خوف من خليفة بغداد وعسكر الشام.
  وجاء كتاب من الشريف الفاضل نظام الدين يحيى بن علي من تهامة يحقق مثل هذه الأخبار، واستظهار الأمير قتادة في البلاد وإجابة الشرف له طوعاً وكرهاً، بعد قتل كثير من أهل مكة وخروج الأمير مكثر إلى نخلة منهزماً.