السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة الإمام إلى الأشراف بالحجاز]

صفحة 418 - الجزء 1

[قصيدة الإمام إلى الأشراف بالحجاز]

  فأنشأ الإمام شعراً [إلى الأمير الكبير أبي عزيز قتادة بن إدريس وإلى بني الحسن] وأمر به في ضمن كتب صحبة الفقيه الفاضل أبي القاسم بن حسين بن شبيب، [في الموسم سنة سبع وتسعين وخمسمائة]، وهو:

  دَعَا ذِكرَ المَنَازِلِ فِي مُطَارِ ... أَصَابَتْهَا الغَوَادِي والسَّوارِي⁣(⁣١)

  ولَا تَستَنبِحَا بِالَّليلِ كَلْبَاً ... ولَا تَتَنَوَّرَا إِيْمَاضَ نَار

  ونُصَّا العِيسَ سَامِيةَ الهَوَادِي ... تَبَارَى كَالنَّقَانِقِ فِي البَرَارِي⁣(⁣٢)

  إِلَى السَّادَاتِ من سَلَفَي عَلِيٍّ ... لُبَابِ اللُّبِّ من سَلَفَي نِزار

  أنِيخَا بِالأبَاطِحِ وانزِلاَهَا ... وَقُولا لا سَبِيلَ إِلَى السَّرَارِ⁣(⁣٣)

  بَنِي حَسَنٍ نِدَاءٌ مِن إِمَامٍ ... يُنَادِيكُمْ عَلَى نَأي المَزَار

  إِمَامٌ من بَنِي حَسَنٍ أَبُوهُ ... أبُوكُم فَالنَّجَارُ من النَّجَار

  نِصَابٌ لو أَضَاءَ نِصَابُ قَومٍ ... أَضَاءَ فَغَضَّ من ضَوءِ النَّهَار

  إذَا مَدَّتْ بِأيدِيهَا العَذَارَى ... مُعَرِّضَةً فمَا وَجهُ اعتِذَارِي

  أَتَانِي عَنكُمُ نَبَأٌ شَفَانِي ... كَحَلِّك لِلأَسِيرِ مِن الإسَار

  طَهَارَةُ مَكَّةٍ من كُلِّ غَاوٍ ... ورَحْضِ عِراصِهَا من كُلِّ عَار

  بِعَزمِ الطَّالِبِيِّ أَبِي عَزِيزٍ ... أبِي الفَتَكَاتِ والهِمَمِ الكِبَار


(١) مطار - بضم الميم -: واد بين البوباة وبين الطائف، في جنوب الطائف قرب معدن البرام، قال في المعجم: وما وجدت من يعرفه اليوم. (معجم معالم الحجاز/٨/ ١٨٤).

(٢) نصّ ناقته: استخرج أقصى ما عندها من السير. والعيس بالكسر: الإبل البيض يخالط بياضها شقرة. والتباري: المعارضة. والنقانق جمع نقنق: وهي ذكر النعام.

(٣) سرارة الوادي: أفضل مواضعه، ويطلق السرار على الأرض الكريمة، وعلى جوف الشيء ولبه.