السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة الإمام يحض بني الحسن بمكة وتهامة على النصر وأجابة الدعوة]

صفحة 440 - الجزء 1

  ثم استشهد منهم الشريف محمد بن الحسين بن مفرح الحرابي أيضاً في غزاة سراقة إلى رحمة الله تعالى، وكان وصولهم بعد الموسم، وقد كانت وصلت الكتب من مكة وينبع، منهم من يعتذر، ومنهم ممنوع عن الوصول، وبعضهم يقول: إنه غير متأخر عن الوصول.

[قصيدة الإمام يحض بني الحسن بمكة وتهامة على النصر وأجابة الدعوة]

  فأنشأ # هذا الشعر إليهم:

  أَتذكُرُ أيَّامَ العَقِيقِ وحَاجِرِ ... ودَارَاً لَهُم بَينَ اللِّوَى فالحظائِر

  وَجَرَّ الذُّيولِ فِي بَلَهْنِيَّةِ الصِّبَا ... عَلَى غِرَّةٍ بَينَ الضُّبا والجآذِرِ⁣(⁣١)

  وَكُن ذَاكِرَاً إن كُنتَ لَا بُدَّ ذَاكِرَاً ... بَنَاتَ الوَجِيهِ والعُقَابِ وَشَاغِر

  طُوالَ البُطُونِ والظُّهُورُ قَصِيرَةٌ ... فِسَاحَ العُيُونِ واسِعَاتِ المنَاخِر

  كَأنَّ أَعَالِيطَاً من المَرْخِ رُكِّبَتْ ... بَهَامَاتِهَا فَوقَ العُيُونِ الحَوَادِرِ⁣(⁣٢)

  مُشَقَّقَةُ السِّيقَانِ قُبٌّ بُطُونُهَا ... غِلاَظُ الجُنُوبِ مُكْرَبَاتُ الحَوَافِرِ⁣(⁣٣)

  إذَا أُرسِلَت فِي المَهْمَهِ الشَّهْبِ شُبِّهَتْ ... بِعُقْبانِ دُجْنٍ آيبَاتٍ كَوَاسِرِ⁣(⁣٤)

  فهل تَحمِلَنَّ الرِّيحُ مِنِّي رِسَالَةً ... أو الطَّيرُ إن أَغنَتْ رِسَالةُ طَائِر

  إلَى خَيرِ حَيٍّ من مَعَدٍّ عَلمتُهُ ... وأكرِمِ بَادٍ فِي الأنَامِ وحَاضِر


(١) جر ذيولٍ. يقال: هو فِي بلهنية من العيش اي سعة ورفاهية.

(٢) الأعاليط جمع إعليط كإزميل: وعاء ثمر المرخ. والحوادر جمع حدراء: وهو الحول في العين.

(٣) مشققة السيقان: أي بعيدة طويلة. ومكربات الحوافر: أي شديدة الأسر قوية محكمة.

(٤) المهمه: المفازة البعيدة الأطراف، والأرض الشهباء: التي لانبات فيها لقلة المطر فيها. والدُّجنة: الظلماء.