السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة الإمام يحض بني الحسن بمكة وتهامة على النصر وأجابة الدعوة]

صفحة 441 - الجزء 1

  بَنِي حَسَنٍ قَومي الذِينَ شِعَارُهُمْ ... غَدَاةَ الوَغَى غَشْوَاً صُدُورُ البَوَاتِر

  فَقُلْ لِسُليمانَ ومَوسَى كِليهِمَا ... حُمَاةِ الثُّغُورِ والكُمَاةِ المَسَاعِرِ⁣(⁣١)

  أَلَمْ تَأتِكُمْ لِي دَعوةٌ عَلَوِيَّةٌ ... يُنَادَى عَليهَا ظَاهَرَاً فِي المَشَاعِر

  وأنتُم حُمَاةُ الرَّوعِ فِي كُلِّ مأقِطٍ ... إذَا قَلَّ مَن يَحمِي ظُهُورَ الصَّوَادِرِ⁣(⁣٢)

  وَكَم لَكُمُ مِن وَقعَةٍ عَلَوِيَّةٍ ... بِبِيضِ المَوَاضِي والرِّمَاحِ الشَّوَاجِر

  أَجُبْنَاً فمِنْ أنَّى؟ وكَيفَ؟ وَأنتُمُ ... بَنُو المُشْبِلاَتِ واللُّيُوثِ الهَوَاصِرِ⁣(⁣٣)

  أَيَأسَاً فأنتُم طَالِبُونَ بِثأرِكُمْ ... وهل آَيسٌ من ثَأرِهِ كُلُّ ثَائِر

  وهَذَا أخُوكُم كُاشِفٌ نصفَ سَاقِهِ ... إِلَى كُلِّ رَوعٍ غَيرُ وَاهِي المَرَائِر

  يَرَى الجَيشَ مِلءَ الأرضِ من نِصفِ عَينِهِ ... ويُقَدِمُ إقدَامِ المُذِلِّ المُكَابِر

  مُسِيحٌ عَلَى أعدَائِهِ كُلَّ لَيلَةٍ ... وإن كَانَ عَنهُم نَائِيَاً غَيرَ حَاضِرِ⁣(⁣٤)

  لَهُ كُلُّ يَومٍ غَارَةٌ مُسْبَطِرَّةٌ ... إِلَى كُلِّ أفَّاكٍ أثِيمٍ وفَاجِر

  فَأَينَ الحَمَايَا مِن أُنُوفٍ حَمِيةٍ ... تَنَشَّقْنَ رَيحَانَ العُلَى والمَفَاخِر

  تَمُتُّ إلَى أصلٍ رَفِيعٍ ومَنبَتٍ ... مَنِيعٍ وَجَدٍّ شَامخٍ غَيِرَ عَاثِر

  هَلُمُوا بَنِي بِنتِ النَّبِي مُحَمَّدٍ ... إِلَى شَرفِ الدَّارَينِ دَهرَ الدَّواهِر

  فَمَا أنتُمُ دُونَ الحُمَاةِ رَبِيعةٍ ... غَدَاةَ خَزَازَى يَومَ جَمعِ الجَمَاهِرِ⁣(⁣٥)


(١) أي بني سليمان وبني موسى.

(٢) الصوادر: أي المتقدمة في الحرب.

(٣) الشبل: ولد الأسد إذا أدرك الصيد. والهواصر جمع هصور: وهو من أسماء الأسد.

(٤) مسيح: أي يمر على أعدائه ولا يغفل عنهم.

(٥) خزازى: جبل بطخفة ما بين البصرة إلى مكة وهو قريب من سالع. ويوم خزازى من وقعات أيام العرب المشهورة ومن حديثه: أن ملكاً من ملوك اليمن كان في يديه أسارى من ربيعة ومضر وقضاعة فوفد عليه وفد من بني معد فكلموا الملك في الأسرى فوهبهم لهم، فاحتبس الملك عنده بعض الوفد =