السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدته إلى السلطان عمرو بشر يذكر فيها ضيافة قبائل شاكرله]

صفحة 463 - الجزء 1

  قَطَعَتْ بِنَا أبَرَاً خَوائِفُ للعدَى ... والخُوفُ مِنْ نَفَحَاتِ نَارِ جَهَنَّمِ⁣(⁣١)

  واستقبَلَت رَجْوَى مَطَارٍ شُزَّبَاً ... خَبَبَ السِّبَاعِ بِكُلِّ لَيثٍ ضَيغَمِ⁣(⁣٢)

  فتَبَرَّضَت مِنهُ شمالاً آجِنَاً ... فَعَلَى جَحَافِلِهَا كَلَونِ العِظْلَمِ⁣(⁣٣)

  مَا فَتَّرَت حَتَّى استقَرَّ قَرَارُهَا ... فِي الجوفِ قَبلَ دُجَى الظَّلاَمِ الأَقْتَم

  حُبِسِتْ بِهِ سِتَّاً لِفَرْطِ كَرَامَةٍ ... وكَأنَّهَا لِفِرَاقِكُمْ لَمْ تُكْرَم

  ثُمَّ استَعَاضَت والنَّوَى مَيَّالَةً ... مِن أرضِ أرحبَ مَعْلمَاً من مَعْلَمِ⁣(⁣٤)

  لَم تَدَّخِر فِيهَا بَقِيَّةَ عُقْبِهَا ... وتَحَمَّلتْهَا كَالأبَاءِ المُضْرَمِ⁣(⁣٥)

  وأتَوا إلَيَّ بِصَاحِبٍ مِن زَعمِهِم ... طَبٍّ بِمَعرِفَةِ المَجَاهل مُقْدَمِ⁣(⁣٦)

  فَصحِبتُهُ حَتَّى تَبَيَّنَ مَكْرُهُ ... وتَركتُهُ مثلَ الأصَمِّ الأَعْجَم

  ونَبَذتُهُ خَلْفِي رَميَّةَ رَأْيِهِ ... وأمرتُ أسرَتِي الصَّمِيمَةَ صَمِّمِي⁣(⁣٧)

  وَسَلكتُ وادِي النِّيلِ وهو لِهَولِهِ ... يَا عَمرُو لَصْبٌ مثل شِدْقِ الأَرْقَمِ⁣(⁣٨)


(١) أبراً ويسمى الآن (يبر): واد متفرع عن وادي هران، ويسيل إلى وادي الخارد من الجوف، وهو بين هران والجوف.

(٢) رجوى: اسم جبل. ومطار كقطام: موضع بين بني تميم وبني يشكر. والشزب جمع شازب: وهو الضامر. والخبب: السرعة.

(٣) البرض: القليل، وتبرضت الشيء: أخذته قليلاً قليلاً، وتبرضت الماء: كلما اجتمع منه قليل غرفه.

(٤) معلم الشيء كمقعد: مظنته، وما يستدل به.

(٥) الأباء: القصب. والمضرم: المشتعل.

(٦) أرض مجهل كمقعد: لا يهتدى فيها.

(٧) الصميم: المحض والخالص.

(٨) وادي النيل: واد مشهور من أودية المراشي برط، يسيل من العقبة قريب من العنان إلى شرقي الخراب، ويجتمع مع وادي دهمة ووادي سفيان في الرويس من المراشي، ثم تسيل الثلاثة حتى =