الإقامة بصعدة وما حصل من المصالح مدة الإقامة والأحداث التي وقعت
  لَمْ تَختَلِجنِي عنهُ أهوالُ الرَّدَى ... أَبدَاً وَلَمْ أُحْرِقْ لذلك أُرَّمِي(١)
  فَمُذ انتَهَت شِحرَاؤهُ وعُطُوفُهُ ... أفْضَى إلَى غَبطَاءَ مِثلِ السُلَّمِ(٢)
  فَنَصَصْتُهَا نَصَّ الجَنَابِ بأجرَدٍ ... نَهْدِ المَرَاكِلِ أعوجِيٍّ شَيظَمِ(٣)
  حَتَّى ظَنَنتُ سَبِيبَهُ لِعُلُوِّهَا ... يَا عمرْوُ مُحتَرِقَاً بِنَارِ المَرْزَمِ(٤)
  فَبَدَت لَنَا لَمَّا عَلَونَا رَأسَهَا الـ ... آطَامُ مِن بَرَطٍ كَوَاضِحَةِ الفَم
  وَجَرَت لَنَا رِيحٌ تَقُولُ بِحَالِهَا ... قَدِّمْ فَقد أَلفَيتَ أَسعدَ مَقْدَم
  وأَتَت أفَاضِلُ دُهْمَةٍ فَتَقَاسَمَتْ ... فِيمَا نُؤَمِّلُهُ بِأعظمِ مَقْسَم
  لَتُقَاسِمِنَّ المَالَ غَيرَ ظَنِينَةٍ ... ولَتَضْرِبَنَّ بِكُلِّ مَاضٍ مِخْذَمِ(٥)
  دُونِي إذَا نَادَيتُهَا لَا تَنثَنِي ... فِي مُنْجَدٍ أو مُغْوَرٍ أو مُتْهِم
  فَقَبِلتُ مِنهَا مَا أَتَت وحَمِدْتُهَا ... وَشَكَرتُهَا شُكرَ الحَيَاءِ المُثْجِمِ(٦)
= تلتقي مع وادي المرانة والصلل في بئر سالم من الخراب، ثم تسيل إلى وادي مذاب، منه إلى وادي الجوف، وطريق الإزفلت إلى برط يمر من جنوب وادي النيل. واللصب: الشعب الصغير فِي الجبل، وكل مكان ضيق فِي الجبل فهو لصب.
(١) فلان يحرق الأرم: إذا حك أضراسه بعضها ببعض من الخوف.
(٢) الشِّحر بالكسر: الشط الضيق. ومنعطف الوادي: منحناه. والغبطاء: الأرض المستوية المرتفع طرفاها المطمئنة. والسلم: الأرض الكثيرة نبات السلم.
(٣) النص: الرفع. والجناب: اسم جبل. النهد: الفرس الجميل الجسيم اللحيم المشرف. مراكل الدابة: حيث يركلها الفارس برجله فِي مواضع الركل. الشيظم: الطويل الجسم الفتيء من الإبل والخيل والناس.
(٤) السبيب من الفرس: شعر الذنب، أو العرف والناصية. والمرزم من الغيث والسحاب: الذي لاينقطع رعده.
(٥) ماض مخذم: أي سيف قاطع.
(٦) أي المطر الغزير.