السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

الإقامة بصعدة وما حصل من المصالح مدة الإقامة والأحداث التي وقعت

صفحة 465 - الجزء 1

  وَقَصدتُ فِي أَوطَانِ أَملحَ سَادَةً ... شُمَّ الأنُوفِ من القَبِيلِ الأَعْظَمِ⁣(⁣١)

  مِن صِيدِ وَايلَةٍ وذُروَةِ شَاكِرٍ ... أَكرِم بِهَا يومَ الحَفِيظَةِ أَكْرِم

  فَتَقَبَّلُونَا بِالبَشَاشَةِ واغتَدَت ... فِيهِم مَحَبَّتُنَا مِشَاشَ الأَعْظُمِ⁣(⁣٢)

  شَدَخُوا الدِّمَاءَ بِوَصلِنَا وتَمَاحَضُوا ... وتَسَلَّمُوا للأمرِ أَيَّ تَسَلُّمِ⁣(⁣٣)

  وتَبَادَرُوا للدِّينَ حَتَّى أصبَحُوا ... مِنِّي بِمَنْزِلَةِ اللسَانِ مِنَ الفَم

  وأَتَى إلينَا مِن نوَاحِي صعدَةٍ ... قَومٌ عَلى الدِّينِ الحَنِيفِ القَيِّم

  عُلَمَاءُ شِيعَتِنَا وعمدَةُ أمرِنَا ... بَعدَ الإلَهِ وعِصمَةُ المُسْتَعْصِم

  سَألوا ثَلاَثَاً فِي معَالِمِ دِينِهِم ... مِن كُلِّ مُشكِلَةٍ وأمرٍ مُبْهَم

  فَتَركتُهَا بِأدِلَّةٍ مَعلُومَةٍ ... مِثلَ الصَّبَاحِ يَلُوحُ للمُتَوَسِّم

  وَسُؤالُنَا عَنكُم فكَمْ من مُرشِدٍ ... فِيكُمْ وغَاوٍ جَائرٍ مُتَوَهِّم

  حَتَّى استبَانَ مَعِيبُهُم فَتَقَلَّبَتْ ... مِنَّا القُلوبُ عَلَى الغَضَاءِ المُضْرَم

  وأتيتَ فَانقَلَبَ الغَرَامُ مَسَرَّةً ... فَالحمد للهِ المُفِيدِ المُنعِم

  أهلاً بِوَجهِكَ آيِبَاً من غَيبَةٍ ... يَا ابنَ الأهِلَّةِ للورَى والأنجُم

  يَا ابنَ الذِي يَهَبُ الأُلوف مُهَوِّناً ... ويردُّ شأوَ الجَيشِ غَيرَ مُصَمِّمِ⁣(⁣٤)

  فَلَعَلَّ مَن سَمَكَ السّماء بِأَيْدِهِ ... يَأتِي بِهِ لِيَلِذَّ عِندِي مَطْعَمِي

  وَيَتِمَّ بالمَلِكِ الهُمَامِ سُرورُنَا ... كَسُرُورِنَا بِسَلِيلِهِ المُتَقَدِّم


(١) أملح: وادي مشهور من بلاد شاكر، من أعمال صعدة، فيه قرى ومزارع، وهو لوايلة ودهمة ابنا شاكر.

(٢) المشاش جمع مشاشة بالضم: رأس العظم الممكن المضغ.

(٣) شدخوا الدماء: أي أسالوها، عبارة عن ذبح الأنعام للإكرام.

(٤) مهوناً: أي مستحقراً لها غير مبال بما يعطي.