السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[غزوة حرض وما حصل فيها من الكرامة]

صفحة 496 - الجزء 1

  وقد كان الإمام # أمر بتجديد اليمين عليه فحلف اليمين المغلظة المشددة على طاعة الله وطاعته، وطابت نفسه، وأظهر المسرة بما حصل له من التبجيل والإعظام، وارتفاع المنزلة والهيبة على الجند.

[غزوة حرض وما حصل فيها من الكرامة]

  ونهض لغزاة حرض⁣(⁣١) وأظهر أنه يريد المهجم⁣(⁣٢) في الجند والعسكر، ونهض الأمراء والأشراف صفي الدين محمد بن إبراهيم، وأسد الدين الحسن بن حمزة، وحسام الدين سليمان بن محمد بن الحسن بن القاضي من بني الهادي إلى الحق #، ومن الهمدانيين السلطان علي بن محمد بن حاتم بن أحمد، والقاضي حاتم بن أسعد، والسلطان حاتم بن معن من آل القبيب، وأخو العابد العطيف وأولاده، وكانت الرجل قدر ثلاثمائة راجل، فأخذوا طريقهم يعتسفون سهولها وحزونها في وقت شديد الحر، واستمرت الخيل، وتقطعت عليهم الرجالة، ولحقهم السموم والظمأ، حتى وافوا حرض بعد نصب شديد قبيل الظهر، ورتبة حرض يومئذ على ما حكي مائة وخمسون فارساً، ومن الحرابة وأهل البلاد خلق كثير، وقد كانوا على أهبة وتعبئة للقتال فقصدهم الجند المنصور مع ما قد لحقهم من الكلال وشدة الحر والعطش، وقد صفوا للحرب دون المدينة، والحرابة والرجل من خلفهم، وحملت فيهم الخيل واختلط بعضها ببعض وتنادى عسكر الإمام بأسمائهم وصاح فيهم السلطان يال الإمامية يال الإمامية فأعطى الله النصر عليهم، فانفرج القتام عن سبعة قتلى من


(١) حرض: بلد مشهور من بلدان تهامة.

(٢) المهجم: من المدن التهامية، ذات الشهرة التاريخية، وهي مقابل لساحل اللحية، وتقع في شرق مدينة الزيدية، وهي اليوم خراب.