السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة الشيخ عزوي العصيفري]

صفحة 497 - الجزء 1

  غز حرض، وأخذت خيلهم وسلاحهم، ومنعهم من المدينة كثرة الرجالة، ووقف كل مكانه، واضطر عسكر الإمام # من شدة الظمأ وانقطاع راجلهم عنهم فانقلبوا على إثرهم سالمين ما جرح منهم أحد ولا قتل في تلك الوقعة رجل واحد، إلا طائفة يسيرة فإنهم بعد عودة الخيل عالوا بين الشجر، ففقد منهم قدر خمسة عشر رجلاً، واشتد بالناس الأمر، وكادوا يتلفون عطشاً، وساروا على غير طريق فأداهم سيرهم بلطف الله ورحمته بعد أن أشفوا على الهلاك إلى ماء كثير في مقطعة من الأرض لم يعهدوه من غير مطر ولا أثر سيل في ذلك الوقت، فكان ذلك من جملة كرامات الإمام #، فحط العسكر عليه، وسقوا دوابهم، واستراحوا، وتتابعت إليهم رجالتهم، إلا من هلك منهم من السموم، ثم نهضوا وما مروا بقرية من قرى تهامة إلا حرقوها ممن قد هرب إلى جهة الظالمين ما بين حرض والمحالب، حتى صارت كالأمس الذاهب، وتغنموا من البلية إبلاً قريباً من مائة رأس، وراحوا إلى الذنائب، ووصلت كتبهم بتحقيق أخبارهم، ويستوردون أمر الإمام # في الإقامة ليستريحوا وتثوب خيلهم.

  وأقام الإمام بمبين حتى استكمل تحصيل المال ففرقه على مرور الأيام جميعه في مدة إقامته، في الجند والديوان والوافدين إليه من تهامة وغيرها، مع ما وصل إليه من بني شاور قدر ستة آلاف دينار مما كان قد صالحهم عليه في دية أخيه محمد بن حمزة ¥، ومما قام محصول حجة وهو ثلاثون ألف دينار بما نفق فيها، واستقرت الأمور، ونفذت الأحكام بحجة ومخاليفها، فالحمد لله رب العالمين.

[قصيدة الشيخ عزوي العصيفري]

  ومما أنشد في ذلك الوقت هذا الشعر للشيخ عزوي العصيفري: