السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

تربيته ومنشأه #

صفحة 51 - الجزء 1

  أَمسَى ضَجِيعِي وأَمسَى السَّيفُ شاهدنا ... شاهدنَا بأنَّهَا كَرَمَاً مَا حُلّتِ الأُزُرُ

  أَضحَى بِسَيفِيَ رِدعٌ مِن ذَوَائِبِهَا ... ومِن ذَوَائِبِهِ فِي جِسمِهَا أثَرُ⁣(⁣١)

  أَرْخَتْ عَلَى المَتْنِ لَيلاً مِنْ ذَوَائِبِهَا ... وَأَقبَلَت بِنَهَارٍ لَيلُهُ شَعَرُ⁣(⁣٢)

  قَالَت عِتَابَاً عَلاَمَ الهَجرُ قُلتُ لَهَا ... يَا فَطْمُ إِنِّي عَدَانِي عنكُمُ السَّفَرُ⁣(⁣٣)

  كَيفَ المَقَامُ لِذِي نَفسٍ عُشَنْزَرةٍ ... مِن بَينِ قَومٍ ذَوُو أَحلَامِهِم بَقَرُ⁣(⁣٤)

  كَيفَ الثِّوَاءُ عَلَى دَارٍ وَسَاكِنُهَا ... يَحبُو العُقَابَ بِمَا تُحْبَى بِهِ الحُمَرُ⁣(⁣٥)

  لَا مَجدَ إِلَا لِمَن فِي صَحنِ جُثَّتِهِ ... صَدرٌ بِمَاءِ لُعَابِ الشَّمسِ مُستَطِرُ⁣(⁣٦)

  يُجَشِّمُ الَّليلَ نَفسَاً لَا يَضِيقُ بِهِ ... طَعْمُ الرُّقَادِ لَدِيهِ آَسِنٌ مَقِرُ⁣(⁣٧)


(١) الردع: العنق والزعفران، أو لطخٌ منه، أو من أثر الدم، وأثر الطيب فِي الجسد كالرادع.

(٢) المتن: الظهر. شبه الذوائب بالليل لسواد الشعر.

(٣) في الديوان: إني عذابي منكم السهر.

(٤) العَشَنْزَرُ: الشديدُ الخَلْقِ، العظيمُ من كلِّ شيءٍ، وهي بهاء. وفي الديوان: عشيرته، والمعنى: أن ذوي الأحلام والنهى منهم كالبقر فِي الغباوة، فكيف سائرهم.

(٥) الحباء: الإعطاء، والعقاب: طائر معروف، والحُمَر: جمع حُمَّرَة بضم الحاء وتشديد الميم: وهي ضرب من الطير كالعصافير.

(٦) الصحن: المراد به جوف الإنسان، ولُعَابُ الشَّمْس: شيء تَراه كأَنه يَنْحَدِر من السماءِ إِذا حَمِيَتْ وقامَ قائمُ الظَّهِيرة، وقِيل: لُعابُ الشمس ما تراه في شِدَّة الحرّ مِثْلَ نَسْجِ العنكبوت؛ ويقال: هو السَّرابُ، والمعنى: لا ينال المجد إلا من كان في جوفه صدر له همة عالية يكاد لهمته يتخذ من لعاب الشمس كتابة.

والبيت في المجموع هكذا:

لا مجد إلا لمن في صحن جبهته ... سطر بماء لعاب الشمس مستطر

(٧) جشم الأمر: تكلفه بمشقة. الآسن: الآجن المتغير. والمَقِر: ككتف: المر الحامض.