تربيته ومنشأه #
  قُم يَا نَدِيمُ أَرِق مَاءَ المَنَامَ فَقَد ... بَانَ الخَلِيطُ وَلَمْ يَأوُوا لِمَا وَدَرُوا(١)
  وَسَقِّنِي خَمرَةً مِلْ شِيْزَ صَافِيَةً ... تُثنِي الرُّؤوسَ ومَا حَرَّمْنَهَا الزُّبُرُ(٢)
  مَن لاَنَ للنَّاسِ عِطفَاً قَالَ قَائِلُهُم ... أَأَضعَفُ النَّاسِ رُكنَاً أنتَ يَا بَشَرُ
  مَن لَمْ يَنَل حَاجَةً والرُّمحُ مُطّرِدٌ ... لَدْنُ الكُعُوبِ يَنَلهَا وهو مُنكَسِرُ
  لَا تَخشَ ظُلْمَةَ لَيلٍ فِي سُرَاكَ مَعِي ... فَإنَّ بَينَ ضُلُوعِي النَّارَ تَستَعِرُ
  دَعنِي أُصَاحِبُ وَحشَ الدَّوِّ آوِنَةً ... مِن الزَّمَانِ فَإنَّ النّاسَ قَد غَدَرُوا(٣)
  خَانَ الأنَامُ فَلَا خِلٌّ وَلَا ثِقَةٌ ... وَلَا عِمَادٌ وَلَا رُكْنٌ وَلَا وَزَرُ
  لَو مَدَّ أَوسٌ ذِرَاعَيهِ لِيُضجِعَنِي ... لَنِمتُ ثَمَّ وَلَا خَوفٌ وَلَا حَذَرُ(٤)
  أَو صَاحَ بِي الأبْرَدُ المَخشِيُّ صَولَتُهُ ... لَمَا تَخَالَجَنِي عَن وَصلِهِ الذَّعَرُ(٥)
  وَلَو دَعَانِي مَن فِي وَجهِهِ أَثَرٌ ... مِن السُّجُودِ لَشَظَّا قَلبِيَ الأَثَرُ(٦)
  لَا بُدَّ مِن يَومِ حَفلٍ للنِّفاقِ وللـ ... ـبِيضِ الرِّقَاقِ عِتَابٌ فِيهِ مُنتَظَرُ(٧)
  وينجلي الشركُ من دين النّبي فلا ... يُرى لقائلِهِ عينٌ ولا أثرُ
(١) الخليط: المخالط أو الشريك، ولم يأووا: أي يسكنوا أو يجتمعوا، لمن: أي للذي، ودروا: يقال: وَدَّر الرجلَ تَوْدِيراً: أَوقعه في مَهْلَكَةٍ، وقيل: هو أَن يُغْرِيَهُ حتى يتكلف ما يقع منه في هَلكَةٍ، يكون ذلك في الصدق والكذب، وقيل: إِنما هو إِيرادك صاحبك الهَلَكَةَ.
(٢) مِلْ شِيْز: يعني ملء الشِّيز، والشيز: الخشب الذي تصنع منه القصاع، والمعنى ملأ الكأس.
(٣) الدَّو: بالتخفيف الفلاة.
(٤) الأوس: الذئب.
(٥) الأبرد: هو النمر، وجمعه ابَارد، وأنثاه أبرده.
(٦) شظا الشيء: تفرق وتشقق وتطاير، والمراد الإشمئزاز والنفور.
(٧) في الديوان: لا بد من يوم حفل للعتاق.