السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

تربيته ومنشأه #

صفحة 53 - الجزء 1

  مَا رَابَنِي كقُوَيمٍ لَا خَلاَقَ لَهُم ... إنْ كَاثَرُوا كُثِرُوا أو طَاوَلُوا قَصُروا⁣(⁣١)

  وَهَبْ بِأنَّهُمُ مِلءُ الفَلَا حُمُراً ... أليسَ لَيثُ الشَّرَى تَعنُو لَهُ الحُمُرُ

  مَتَى أَرَى رَايَةَ المنْصُورِ خَافِقَةً ... وَينصُرُ اللهُ مَن للحَقِّ يَنتَصِرُ

  مَتَى أَرَى الخَيلَ كالعُقبَانِ بِانَ لَهَا ... سِرْبُ القَطَا وَلِواءُ الحقِّ مُنتَشِرُ⁣(⁣٢)

  مَتَى أرَى الخيلَ تُردِي فِي أَعِنَّتِهَا ... شُعثَ النَّوَاصِي عَلَيهَا السَّادَةُ الغُرَرُ⁣(⁣٣)

  وَكُلُّ ذِي رِيْبَةٍ فِي نَفسِهِ شَجَنٌ ... فَالنّفسُ تَصْعَدُ والأحزَانُ تَنحَدِرُ⁣(⁣٤)

  قال الشريف قاسم بن يحيى: ثم تقدم إلى هجرة سناع⁣(⁣٥) للدراسة على شيخه حسام الدين⁣(⁣٦) |، فقرأ عليه علم الكلام، وأصول الفقه وفروعه، والأخبار


(١) في الديوان: مثل قوم لا خلاق لهم.

(٢) العقبان جمع العقاب: طائر. والقطا: طائر معروف أيضاً من جنس الحمام.

(٣) رَدَى الفَرَسُ، كَرَمَى، رَدْياً ورَدَياناً: رَجَمَتِ الأرضَ بِحوافِرِها، أو هو بَيْنَ العَدْوِ والمَشْيِ، وأرْدَيْتُها.

(٤) الشجن: الهم والحزن، وهذه القصيدة أوردتها كاملة من الديوان لتمام الفائدة، ولاحتمال أن يكون صاحب السيرة أوردها كاملة، مع أن صاحب الدر المنثور لم يورد منها سوى ستة أبيات.

(٥) هجرة سناع - ويقال سنع -: هجرة معروفة، تقع بالقرب من حدة، في الجنوب الغربي من صنعاء، ناحية البستان.

(٦) هو الشيخ العالم الكبير المتكلم، حسام الدين، ولسان الموحدين، وشحاك الملحدين، الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الطاهر محمد بن إسحاق بن أبي بكر بن عبدالله الرصاص، أحد العلماء الأعلام، محقق، أصولي، كان آية من آيات الله واسع الدراية، نَقَّاباً قليل النظير، وكان عالم الزيدية في زمانه، والمبرز على أبناء عصره، تتلمذ على شيخ الإسلام القاضي جعفر بن أحمد بن عبدالسلام، وسمع على القاضي وهو ابن عشر سنين، ونبغ في سن مبكرة، وكان عالم الزيدية في عصره، وإليه إنتهت رئاسة أصحاب القاضي جعفر، عكف على التدريس والتأليف، وكان تصنيفه في علم الأدب وهو ابن أربع عشرة سنة، وفي علم الكلام وهو ابن خمس عشرة سنة، مولده سنة =