السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[وصول الشرفاء القاسميين إلى صعدة وكتاب الإمام معهم إلى أهل الظاهر]

صفحة 568 - الجزء 1

[وصول الشرفاء القاسميين إلى صعدة وكتاب الإمام معهم إلى أهل الظاهر]

  ووصل الشرفاء القاسميون محمد بن إبراهيم، ويحيى بن علي، وعلي بن محمد لإظهار طاعة الإمام، والتبري من الأمير جعفر بن القاسم، وكان الإمام قد عزله من الولاية ببلاد بني عبيد وبلاد ظليمة وبلاد حجور، فكاتب شهاباً وتقدم إليه وطلب منه زيادة مائة فارس، وضمن له أنه يأخذ بها البلاد إلى صعدة، فسخر به واستقل رأيه، وأقام عنده مدة، واحتال في الخلاص بعد ذلك، حتى خلص بنفسه وأصحابه.

  وقد كان وقع في الظاهر أراجيف من المفسدين لما تقدم إلى صنعاء، فكتب الإمام # إليهم مع الشرفاء في آخر كتاب:

  فانظروا لأنفسكم نظراً يخلصكم عند الله وعندنا، ولا تكونوا من الذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون، وكونوا من الذين قال الله فيهم: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ٢٥٠}⁣[الأعراف: ٢٥٠]، وإياكم ثم إياكم أن تغروا أنفسكم في شيء من خيانة ربكم، ولا تسرقوا شيئاً من دينكم، ولا تغشوا إمامكم، وانصحوا لله وله في سركم وإعلانكم، ولا تعدوا ما يخرج من أموالكم مغرماً، فتلحقوا بجفاة الأعراب، وعُدُّوه قربةً عند رب الأرباب، وثقوا بالله سبحانه رباً كافياً، وستراً واقياً، لمن أطاعه وانقطع إليه، {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ١١٣}⁣[هود: ١١٣]، وتفكروا فيما أصبحتم فيه من تجديد شريعة محمد ÷، واعلموا أن ما نقص من الدنيا وزاد في الآخرة خير مما نقص في الآخرة وزاد في الدنيا، ولا تخاذلوا وتواكلوا، وانظروا إلى الله سبحانه بعين الطاعة ينظر إليكم بعين الرحمة، واخفضوا له جناح الذل والاستكانة