السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

تربيته ومنشأه #

صفحة 55 - الجزء 1

  طول الله عمره وأعلا قدره: أنه رأى مع الامام # مجلداً فيه أشعار، ثم قال له: قد قرأته شرفاً فحفظته، فخذه فاسألني عن أي قصيدة منه شئت، قال: فأخذته وجعلت أسأله من أوله ووسطه وآخره، وأنا أذكر له بيتاً من القصيدة فيأتي بها تامة حتى استرويته عدة قصائد.

  وأخبرني الفقيه العالم جمال الدين عمران بن الحسن بن ناصر⁣(⁣١) أدام الله سعادته، عن بعض من له حظ وافر من الحفظ لاشعار القدماء والمحدثين، أنه قال: أنا أحفظ قدر مائة ألف بيت، وفلان يحفظ مثلها، وذكر رجلاً من أهل الادب، ونحن لا نعد حفظنا إلى جنب حفظ الامام # شيئاً، وكان إذا عرض البيت من القصيدة يحتج به على لفظة غريبة من الكتاب والسنة أو غيرهما من كلام العرب روى القصيدة أو أكثرها، وربما روى سبب إنشائها ونسب قائلها، وقد يحكي كثيراً من أشعاره إلى غير ذلك من الاحوال المشاهدة له في هذا الباب من السبق.

  وكان # عارفاً بأيام العرب على ضرب من التفصيل.

  ثم ارتحل # للقراءة إلى الشيخ العالم حسام الدين أبي محمد الحسن بن محمد الرصاص رضوان الله عليه، وكان عالم الزيدية في عصره، والمبرز على أبناء دهره، وإليه انتهت رئاسة أصحاب القاضي شمس الدين


(١) شيخ شيوخ الزيدية، حافظ الإسناد، إمام المتكلمين، شحاك الملحدين، بهاء الدين، عمران بن الحسن بن ناصر بن يعقوب الشتوي العذري، كان شيخ الزيدية، وحافظ الإسناد، جامع كتب الأئمة وعلومهم وطرقهم، توفي بعد سنة (٦٣٠) ه.