السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

فتح مأرب وبيحان وما يتعقبهما من الأحداث الكبار

صفحة 584 - الجزء 1

  

  إلى كافة من بلغه كتابنا هذا من سبأ بمارب، سلام عليكم، فإنا نحمد الله إليكم، وبعد ذلك، فقد جاءناكتاب منكم يدل على عمى بصيرة كاتبه، وخذلان صاحبه، فيه تعليم لمعلمه، ووعظ لواعظه.

  أريها السهى وتريني القمر

  ولعمري إن هدية الخير مقبولة، إذا كانت معقولة، غير أنه لو كانت له درية في الدين أو أنس بالعلم لذكرنا له من الاحتجاج ما يوضح المنهاج، ويقوم الاعوجاج، ولكنكم وإياه شن وطبقة.

  هذا السوار لمثل هذا المعصم

  ونرجو أنه إن شاء الله أن يقع في أيدينا، ويرى الذين فزعوا إليه في طلب الإرشاد مبلغه من العلم.

  يا أيها الجهال، للعلم أرباب، وللدين نصاب، أيعد من أهل العلم من يطلب على الصلاة والحكم أجراً، ويتخذ الدين شبكة غبرا، ويروم مع ذلك منازعة أهل العلم في علمهم.

  اذهب فليس الدين قعباً من لبن ... ولا سوى الجنة للدين ثمن

  فأما ما ذكر من الشافعي ¥: فأي نقض فيه أو طعن عليه، ولكنا نعد من فضائله محبته لنا معشر أهل بيت النبوة، ومعدن الوحي، ومختلف الملائكة، وهو مع ذلك أحد دعاة الإمام الصابر، والليث الخادر، يحيى بن عبد الله، الواهب نفسه لله، ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب #، فلو كان هذا المنتسب إليه، المتبجح بالكون على طريقته يعتقد مذهبه على الحقيقة